في شهر فبراير من العام الماضي، أعلنت صحة الشرقية ممثلة بمتحدثها الإعلامي أسعد سعود عن الانتهاء من الأعمال الإنشائية لمشروع مستشفى الخبر الحكومي خلال منتصف العام الحالي 2018 بعد أن تم إنجاز 60% من نسبة العمل، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع بعد أن مضى كالعادة التاريخ المحدد قبل شهرين، فيما كانت المفاجأة بتصريح آخر للمتحدث الإعلامي ابريل الماضي من هذا العام بالانتهاء من 61% من الأعمال الإنشائية للمشروع وهذا يعني أن نسبة الإنجاز طوال 14 شهرا لم تتجاوز 1% فقط، وهذا على خلاف إعلان سابق لصحة الشرقية عام 2015م بالانتهاء من المشروع منتصف عام 2016م. في الوقت الذي تناقضت كل هذه التصريحات مع تصريح مدير الشؤون الصحية بالشرقية الدكتور صالح السلوك بعد أن أكد في شهر مايو 2016م أن نسبة إنجاز العمل بلغت 70%، حيث بدأت هذه النسبة بالتناقص التدريجي خلال العام الماضي وهو ما يعطي مؤشرات لوجود إشكالية حول أين وصلت نسبة الأعمال الإنشائية لمشروع مستشفى الخبر الحكومي. بدورها تواصلت «اليوم» مع مدير العلاقات والإعلام في صحة الشرقية مطلق الجلعود منذ مطلع الاسبوع الجاري للحصول على تصريح يسلط الضوء على المشروع، حيث لاتزال حتى الآن في انتظار الرد. استياء ومحاسبة وحيال هذا المشروع المتعثر منذ 15 عاما أعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من عدم إنهاء الأعمال الإنشائية لمستشفى الخبر الحكومي طوال هذه السنوات رغم مرور العديد من الوزراء على وزارة الصحة واطلاعهم على أسباب تعثر هذا المشروع، بل وطالبوا بتدخل سريع لهيئة مكافحة الفساد. وقال المهندس فلاح الهاجري إنه مازال مشروع مستشفى الخبر الحكومي لنا مثل الحلم، ما يقارب 15 عاما من الانتظار ولا نرى شيئا يلوح بالأفق حتى الآن، فنحن سكان محافظة الخبر ورغم التطور والتوسع السريع في المحافظة والزيادة بعدد السكان إلا أن هذا المشروع الخدمي، الذي سيخدم ما يزيد على 650 ألفا من سكان المحافظة مكانك سر! معاناتنا كمواطنين من خلال المراكز الصحية والتحويل على مستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة عبدالرحمن بن فيصل تكمن بقائمة الانتظار الطويلة، حيث لا يستطيع المستشفى الجامعي استيعاب هذا الرقم من سكان محافظة كبيرة كمحافظة الخبر. وأضاف ان استمرار هذا التعثر أو التأخير إن صح القول يزيد من معاناة سكان المحافظة يوما بعد يوم ويحرج المستشفى الجامعي أكثر فأكثر، حيث تحمّل «الجامعي» دور وزارة الصحة في هذا الجانب وسد فراغ هذا الغياب طوال تلك السنوات، لكن مازلنا نلتمس وقفة صادقة من المسؤولين لحل هذه المشكلة وإطلاق المشروع الذي طال انتظاره. حلم لا يتحقق وأكدت مريم البراهيم أنه منذ سنوات عديدة وأهالي الخبر ينتظرون تحقيق حلم متعثر بافتتاح هذا المستشفى، لاسيما ان مدينة الخبر تنمو سكانيا نموا سريعا وتتسع رقعة أحيائها افقيا واصبحت هناك حاجة ماسة الى استيعاب هذه الزيادة لاسيما في الخدمات الصحية، خصوصا ان هناك ضغطا شديدا على المستشفى الوحيد والمراكز الصحية المنتشرة في الاحياء، التي تقدم خدمات اولية وعامة فقط وتبقى الحالات الحرجة معلقة بأمل افتتاح المستشفى، الذي بلا شك سيخفف الضغط ويقلل الانتظار ويخدم شريحة سكانية كبيرة لاسيما انه في منطقة حديثة النمو بالقرب من 5 احياء سكنية وبعيدا عن ازدحام وسط المدينة. مكافحة الفساد وطالب محمد النهدي بضرورة وقوف هيئة مكافحة الفساد على هذا المشروع المتعثر والتحقق من أسباب تعثره، التي تنوعت بين الميزانية التشغيلية المرصودة للمشروع وايضا المقاول المعتمد الذي توقف عن العمل وتشاركه إدارة المشاريع، حيث يترقب ابناء محافظة الخبر إتمام هذا الإنجاز والحدث بفارغ الصبر جيلا وراء جيل في ظل ازدياد العدد السكاني وعدم استيعاب المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية التي تواجه صعوبة حيال ذلك رغم وجود المستشفى الجامعي. أزمة حقيقية وأشار عايض العبادي إلى احتياج المحافظة لهذا المستشفى، وكذلك إنشاء مراكز صحية حكومية وليست مستأجرة حيث لا نجد إلا عددا قليلا منها، التي لا تسد احتياجات مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين بالخبر في ظل سوء المباني المستأجرة للمراكز الصحية مثل مركز الإسكان وابن حيان والعقربية وما تواجهه من اشكاليات كبيرة في مبانيها القديمة والمستأجرة وهو ما ينذر بمشاكل كبيرة على المراجعين والموظفين، مبينا أن محافظة الخبر أصبحت تعيش أزمة حقيقية مع تأخر إنشاء مستشفى الخبر الحكومي مع تزايد الاشكاليات، التي يشهدها الكثير بالمراكز الصحية والازدحامات من المراجعين للمستشفى الجامعي بالخبر، الذي تصل المواعيد خلاله إلى أكثر من 6 أشهر أحيانا في حالات تستدعي التدخل الصحي السريع وهو ما يضطر المراجعين إلى دفع أموال طائلة على حسابهم الخاص للعلاج بالمستشفيات الخاصة. معاناة يومية وأكد عبدالله الدحيم الجهود الكبيرة، التي تبذلها القيادة الرشيدة لتوفير مختلف الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين ومتابعة أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه لكل احتياجات أبناء المنطقة، مبينا أن محافظة الخبر لاتزال في احتياج شديد لسرعة إنهاء مشروع مستشفى الخبر الحكومي الذي طال انتظاره، مبينا أنه يتوجه باستمرار إلى مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام لمتابعة حالته الصحية إثر إصابته بمرض السرطان، حيث إن بعض المراجعات لا تستدعي التوجه لمستشفى تخصصي ويكفي أي مستشفى آخر ولكن في ظل افتقاد الخبر لذلك يضطر للذهاب للدمام، متمنيا أن تقوم الجهات المعنية بمتابعة هذا المشروع والعمل على إنهاء الأزمة التي أدت لتعثره طوال هذه السنوات. أعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من عدم إنهاء الأعمال الإنشائية لمستشفى الخبر الحكومي طوال هذه السنوات رغم مرور العديد من الوزراء على وزارة الصحة واطلاعهم على أسباب تعثر هذا المشروع مواطنون غاضبون يطالبون بتدخل سريع لهيئة مكافحة الفساد مؤجلة وأعمال إنشائية تسير عكس عقارب الساعة، كل هذا وأكثر من ذلك اجتمع في تصريحات المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية تجاه أقدم مشروع متعثر بالمنطقة، الذي قارب على 15 عاما منذ اعتماده وواكبه 5 وزراء لوزارة الصحة، مستشفى الخبر الحكومي لايزال حتى هذه اللحظة حبيس الأسوار، التي تحيط به جنوبالخبر ومن أمامها حارسها طوال السنوات العجاف الماضية وهي لوحة كبيرة خلت من تاريخ «الإفراج» عن هذا المشروع، الذي سيخدم أكثر من 650 ألف نسمة من المواطنين والمقيمين بمحافظة الخبر.