قال زعماء جمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتلقى دعوة لمخاطبة المشرعين في «الكابيتول هيل» إذا زار واشنطن. وقالت صحيفة «واشنطن تايمز»: إن البيت الأبيض قام بدعوة الرئيس الروسي لزيارة واشنطن، بعد قمة هلسنكي وبعد أسابيع من توجيه وزارة العدل الأمريكية التهم إلى 12 مسؤولًا عسكريًا روسيًا بقرصنة أجهزة كمبيوتر أمريكية كجزء من هجوم مزعوم ترعاه موسكو للتدخل في انتخابات 2016 الرئاسية، لا سيما ضد المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون. وأدلى بذلك الرفض، كل من رئيس مجلس النواب، بول رايان وهو جمهوري من ولاية ويسكونسن، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، بجانب ميتش ماكونيل، وهو أيضًا جمهوري من كنتاكي، في أعقاب دعوة الرئيس ترامب لنظيره الروسي لزيارة واشنطن عقب قمتهم في العاصمة الفنلندية هلسنكي قبل أسبوعين، على الرغم من المخاوف المستمرة التي أثارها التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية. وأكد بول رايان، أن الكونجرس لن يوجه الدعوة لبوتين لعقد جلسة مشتركة مع الأعضاء، هذا شيء نحتفظ به للحلفاء فقط، فيما قال ماكونيل للصحفيين في وقت لاحق: يمكنني التحدث فقط عن الكونجرس، وقد أوضحت أنا ورئيس مجلس النواب أن بوتين لن يرحب به هنا في «الكابيتول هيل». ونفى الرئيس الروسي في المؤتمر الصحفي عقب قمة هلسنكي، الادعاءات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتعرّض الرئيس ترامب في وقت لاحق لانتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، لانحيازه على ما يبدو مع الزعيم الروسي ضد أجهزة الاستخبارات الأمريكية. وقال ترامب في مؤتمر صحفي الإثنين الماضي: سأقول لكم إن الرئيس بوتين كان قويًا، وقويًا للغاية في إنكاره التدخل في انتخاباتنا.. أقولها ولا أرى أي سبب يدفع روسيا للتدخل، ثم اعترف بأنه ارتكب خطأ، وكان يجب أن يقول، لا أرى سببًا لعدم تدخل روسيا. وفي هذه الأثناء قال أحد المسؤولين بالكرملين في موسكو: إن الاجتماع المقبل بين الرئيسين ترامب وبوتين قد لا يحدث في واشنطن بعد كل ذلك. ونقلت وكالة «رويترز» عن يوري اوشاكوف القول: إن هناك خيارات أخرى لعقد لقاء مع الرئيس الأمريكي يمكن أن ينظر إليها قادتنا، ربما ستكون هناك أحداث دولية يشارك فيها ترامب وبوتين. وأضاف أوشاكوف: الآن نحن بحاجة إلى الانتظار حتى يستقر الغبار، وقد يكون من الممكن مناقشة هذه القضايا بطريقة عملية.. ولكن ليس الآن. وتقول أجهزة الاستخبارات الأمريكية: إن القراصنة الروس هاجموا حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وأهدافًا أخرى كجزء من عملية حكومية أذن بها الرئيس بوتين شخصيًا. وقد قدّم روبرت موللر المحقق الخاص في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية نيابة عن وزارة العدل، اتهامات ضد 32 شخصًا من بينهم 12 مسؤولًا عسكريًا برعاية الدولة الروسية، وأكثر من 12 مواطنًا روسيًا آخر. وفي الوقت الذى استجوب فيه مجلس الشيوخ وزير الخارجية مايك بومبيو حول قمة هلسنكي، قال البيت الأبيض: إن ترامب اختار عدم مقابلة بوتين هذا الخريف، كما اعلن عنه، وأشار جون بولتون إلى أن تحقيق روبرت موللر في التدخل الروسي في الانتخابات هو السبب في تأجيل اللقاء. وفي غضون ذلك أصدر بومبيو بيانًا بعنوان «إعلان شبه جزيرة القرم»، قال فيه: إن الولاياتالمتحدة ستواصل الإصرار على استعادة وحدة أراضي أوكرانيا. وأضاف الوزير الأمريكي: إن واشنطن ستتمسك بمبدئها القديم المتمثل في رفض الاعتراف بادعاءات الكرملين بالسيادة على الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بالقوة في انتهاك للقانون الدولي، ودعا روسيا إلى احترام المبادئ التي تدّعي أنها تحترمها، وتنهي احتلالها لشبه جزيرة القرم. وقال بومبيو في البيان الذي أصدرته الخارجية الأمريكية: بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء والمجتمع الدولي، ترفض الولاياتالمتحدة احتلال موسكو القرم، وتتعهّد بالحفاظ على هذه السياسة حتى يتم استعادة وحدة أراضي أوكرانيا.