منذ استيلاء الملالي على السلطة في طهران في العام 1979م، وهم يطلقون التهديد تلو التهديد بغلق مضيق هرمز، كلما حزبهم أمر، أو ضاق بهم أفق السياسة، لكنهم لا يجرؤون على ذلك، ليس فقط لأنهم كمن يُطلق النار على قدميه وحسب، وإنما أيضًا لأنهم يؤذون ما يعتقدون أنهم أصدقاؤهم في آسيا كالصين وكوريا الجنوبية، حيث يعبر المضيق يوميا أكثر من 14 ناقلة عملاقة تحمل ما يربو على 17 مليون برميل يوميا، يتم تصديرها للأسواق العالمية، حسب تقارير مراكز بحوث متخصصة في مصادر الطاقة، أي ما يوازي 20% من الاستهلاك العالمي، ويذهب أكثر من 80% من هذه الكمية إلى كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند، هذا إلى جانب أن غلق المضيق سيضر بالحليف المدلل لإيران، حيث تتوقف الدوحة عن تصدير الغاز تماما، طبعا نحن نتحدث عن هذه الفرضية من خلال التصريحات التي أطلقها قبل أيام الرئيس الإيراني حسن روحاني، وتهديده بمنع تصدير نفط المنطقة إن مُنِعتْ إيران من تصدير نفطها بموجب آليات الحصار التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، وكذلك تهديدات إسماعيل كوثري أحد قيادات الحرس الثوري، وغيره من القيادات الإيرانية، التي لم تجد عزاءً لإسكات الشارع الإيراني الذي يغلي سوى بإطلاق هذه التهديدات لعلها تكون بمثابة رغوة إطفاء تعمل على كبح جماح ألسنة لهب المظاهرات التي بدأت تعصف بالداخل الإيراني نتيجة سياسات قيادته التي عطلت برامج التنمية والخدمات فيه، وأنفقتْ أموال الشعب الإيراني على دعم حزب الله في لبنان، وشراء ذمم بعض القيادات والجهاد في غزة، ودعم ميليشيات الحوثي، والإنفاق على فاتورة الحرب في سوريا، وكل هذا على حساب جياع الشعب الإيراني. نعود إلى إسطوانة غلق مضيق هرمز، والذي تدرك إيران قبل غيرها أن غلقه سيعني حتما إطلاق شرارة حرب دولية لا طاقة لها بمواجهتها خصوصًا وأن الأساطيل والقطع العسكرية الأمريكية تجوب المنطقة صباح مساء، لنصل عبر اختبار هذا النوع من التهديدات منذ أربعة عقود، إلى أنها لا تعدو كونها مارش عسكريا لحفلة اصطفاف للحرس الثوري لإثارة فزع المتظاهرين في الداخل، ومحاولة إعادتهم إلى بيوتهم لا أقل ولا أكثر، وقد سبق لأحمدي نجاد أن تذاكى وهدد بافتعال إحراق ناقلة في المضيق لغلقه كحادث عرضي ولم يفعل لأنه يعرف العواقب.