الأحساء وبشكل رسمي موقع تراث عالمي، والواقع انها قبل هذا التوثيق موقع تاريخي وحضاري إنساني معروف، الاحتفال الكبير من مسئولي السياحة والإدارات الحكومية ذات العلاقة وأهالي الأحساء مغمور بفرحة كبيرة، ويستشعر أهلها مستقبلًا سياحيًا كبيرًا لها وان افتقدت خلال العقود الأخيرة بعضًا من مظاهرها ومعطياتها الطبيعية، المشاريع التي سمعناها من بعض المسئولين تؤكد على أنه من الضروري الأخذ في الاعتبار بعض الجوانب الثقافية التي تعبر عن الحاضر وعن منتج الفنان المبدع ابن الأحساء، واقصد المتحف الفني التشكيلي. عرفت الأحساء الفن قديمًا عندما زين اهاليها أدواتهم ومنازلهم بالزخارف التي استوحوها من نتاج الطبيعة الاحسائية، والنخلة مثال، فكانت واجهات المنازل أو داخلها كما كانت النقوش على أبوابها وحوائطها وغيرها، وظهرت منذ عقود أسماء فنية لم تزل الاحساء شاغلًا في أعمالها أو في بعض اشتغالاتها الفنية، واذكر منهم الراحل محمد الصندل الذي رسم مشاهد للمظاهر القديمة، وأحمد السبت الذي نوع بين التوثيق والتعبير، وأحمد المغلوث الذي وثق للمظاهر والعادات والمنتج الأحسائي، وعبدالحميد البقشي الذي لم تغب مدينته عن بعض أعماله وهو يشكل بعض مواضيعه الأثيرية، وسامي الحسين وهو يستوحي من طبيعتها، وسعيد الوايل، وتوفيق الحميدي، ومحمد الحمد، وسعدون السعدون، وسلمى الشيخ، وتغريد البقشي، والأسماء كثيرة وتتنوع في انتاجها بين التوثيق والاستيحاء من معطيات وطبيعة الأحساء. والواقع أن ما ينقص الأحساء في ظل هذه الفرحة الغامرة باعتبارها موقع تراث عالمي متحف يجمع أعمال هؤلاء الفنانين وغيرهم، ويواكب المعطى الطبيعي لابداع ابن الاحساء في احد أوجه الثقافة المعاصرة، واعتقد ان أمانة الأحساء قادرة على انشاء متحف يخص الفن التشكيلي من لوحات ومنحوتات وغيرها.