من الواضح اليوم أننا في عالم متغير يموج بالعديد من التغيرات المتلاحقة والمتصارعة يوما بعد يوم، ولا شك أن هذه المتغيرات تؤثر على مظاهر الحياة اليومية وسلوكيات البشر، والذي يؤكد ذلك هو عقد مقارنة بين ما نحن عليه اليوم وما كنا عليه منذ سنوات قليلة، فالتغير سمة الحياة، إلا أننا لا بد أن نتفق على أن هناك ثوابت لا يمكن الحياد عنها، ومنها الكثير من القيم والأخلاقيات التي نتمسك بها باعتبارها قيما أصيلة راسخة في ثقافة مجتمعنا السعودي وهذا ما يؤكد حرصنا جميعا على ثقافة وهوية مجتمعنا وحبنا لبلدنا العزيز، وهذا هو ما جعلني اليوم أحبر معكم على الانتماء الوطني، وما يتضمنه من قيم وأخلاقيات راسخة في الوجدان الوطني، فنحن جميعا كمواطنين نعتز بوطنيتنا وحبنا لوطننا الحبيب، ولذلك دائما ما نحرص على تنمية قيمة الانتماء الوطني لدى أبنائنا في كافة المواقف والمحافل، فالانتماء هو العزة والكرامة التي تصون أبناءنا وبلدنا من كل فكر متطرف وكل حاقد، وعلى ذلك يجب أن نعمل بكل جهد وإخلاص على غرس الأخلاقيات النبيلة التي تنبع من ديننا وتراثنا وتاريخنا لدى أطفالنا منذ الصغر، وهنا نؤكد على أهمية سرد تاريخ وطننا الحبيب وكفاح أجدادنا للحفاظ على مجتمعنا وهويتنا عبر التاريخ، فالوطن هو الأمن والأمان والخير والنماء، وحماية الوطن ليست مسؤولية فرد أو مؤسسة بل هي مسؤولية جماعية، يتعاون ويتضافر فيها كافة المواطنين والمؤسسات انطلاقا من الانتماء الوطني والحب الراسخ في نفوسنا لبلدنا، فالانتماء الوطني هو مؤشر لقوة الوطن وتماسكه، إن الانتماء الوطني هو التزام ومسؤولية لكل المواطنين، تترجم من خلال سلوكيات المواطنين يوميا في تفاعلهم وتعايشهم داخل المجتمع، وهنا نؤكد على ما يتضمنه الانتماء الوطني من قيم نبيلة وراقية مثل قيمة المسؤولية الاجتماعية والمشاركة والتعاون والحفاظ على الممتلكات العامة ومنجزات المشروعات التنموية، والفهم والإيمان بأهمية القيام بالواجبات تجاه المجتمع وتحمل المسؤوليات الوطنية، وتطبيق تلك القيم على أرض الواقع هو بمثابة بلورة حقيقية فاعلة نابعة من الانتماء الوطني، وهنا نؤكد على أهمية الحفاظ على منظومة القيم الوطنية ودور المؤسسات المجتمعية بكافة أشكالها وأنواعها من أجل ترسيخ قيمة الانتماء الوطني لدى أبنائنا وشبابنا أمل المستقبل ودعامة الوطن الأساسية، وإذا كنا نقدر ونعتز بتاريخنا وجهود أجدادنا فيجب أن نعمل على استمرار هذا المجد ورفعة وطننا على مر السنين، يجب أن ننهض بعزيمة وقوة لبناء حاضر ومستقبل الوطن، وهنا نؤكد على مشاركة المواطنين في المشروعات التنموية العملاقة التي تتبناها المملكة اليوم من خلال استراتيجية السعودية 2030، تلك المشروعات التي تستهدف تحقيق نقلة نوعية حقيقية لمستقبل مشرق وبناء، إن من مقتضيات الانتماء الوطني تحمل مسؤولية التنمية وأن تعمل أجيال الحاضر على استدامة الموارد لصالح أجيال المستقبل، ويجب أن نتواصل في بناء الجسور العابرة للمستقبل، من خلال الربط بين مكاسب الماضي بمنجزات الراهن وصولا إلى مستقبل مشرق.