على بُعد 200 كيلو متر فقط من المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ تنتشر أفقر المجتمعات في المكسيك، حيث يعيشون بجوار توربينات الرياح المصنوعة في الغرب لتوليد طاقة الكهرباء، بينما التربة الخصبة زاخرة بأشجار الليمون والمانجو والمحاصيل الأخرى. ويتطلع أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، المرشح الأوفر حظًا في انتخابات يوليو المقبل، التي ستجرى في المكسيك إلى تنفيذ مشروع يسعى من خلاله لفتح بوابة إلى جنوبالمكسيك، وذلك من خلال إعادة تنشيط ممر للسكك الحديدية بالقرب من مضيق -يمكن أن يكون بمثابة قناة بنما صغيرة- يفتح على المحيط الأطلسي. وهذه الخطة ليست جديدة على الإطلاق بحسب تقرير لصحيفة (فاينانشيال تايمز) فقد دار الحديث عن إعادة تنشيط الممر التجاري لهذه المنطقة منذ عقود، لكن جيراردو إيسكويفل، وهو خبير اقتصادي بجامعة هارفارد، كما أنه أحد المستشارين الاقتصاديين لأوبر أدور يرى أن الصين مناسبة لتنفيذ هذا المشروع على أرض الواقع. ويشير إلى أن الصين تستثمر في الممرات التجارية عبر مشروع (طريق الحرير الجديد)، الذي يغطي 65 دولة في إطار مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في أمريكا اللاتينية بما يتجاوز تركيزها التقليدي على المواد الخام. ويعتقد إيسكويفل أن هذ المشروع الطموح يروق للصينيين أكثر؛ لأنه من نوعية المشروعات، التي يقبلون عليها وهي مشروعات البنية التحتية طويلة الأمد وذات العوائد الإيجابية. وتوقع أن يتكلف المشروع نحو سبعة مليارات دولار في العام الأول فقط، مشيرًا إلى أنه سيتطلب مزيجًا من التمويل الحكومي والخاص. ومع ذلك يقول مارسيلو إبرارد، الذي يقود حملة لوبيز أوبرادور في شمال المكسيك، إنه يتوقع أن يكون المستثمرون الأمريكيون هم الأكثر اهتمامًا على اعتبار أن الولاياتالمتحدة هي الشريك التجاري الرئيس لبلاده. وينوّه التقرير إلى أن الممر يمثل بالنسبة للمكسيك نقطة ارتكاز قوية لا ترمي فقط لتوفير طريق بديل للبضائع يجنبها اللجوء لقناة بنما، التي تبعد أكثر من ألفي كيلو متر إلى الجنوب، ولكنه يهدف أيضًا لإعطاء الشركات سببًا يشجعها على الوصول إلى الجنوب الفقير. ولكن بحسب التقرير هناك عقبة واحدة وهي أن الصين لا تتمتع بتاريخ إيجابي من الاستثمار في البنية التحتية المكسيكية، حيث حاولت بكين دعم مشروع كبير آخر قبل أربع سنوات وهو خط سكة حديد فائق السرعة لربط مكسيكو سيتي ومدينة كويريتارو. واضطر الرئيس انريكي بينيا نييتو إلى إلغاء عقد منحة لتحالف شركات تقوده شركة الصين للسكك الحديدية. وهو أمر محرج، قبل يومين من زيارة إلى بكين بعد الاحتجاج ضده بانعدام الشفافية بشأن المشروع، قبل ثبوت تورطه في الفضيحة المعروفة باسم البيت الأبيض، والمتعلقة بشراء زوجته منزلًا كبيرًا في مكسيكو يقدر سعره ببضعة ملايين من الدولارات من مقاول عضو في تحالف الشركات بقيادة الصين. وكانت هذه الواقعة مجرد نوع من فضائح الفساد التي تعهد أوبرادور بالقضاء عليها. وبحسب تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية، فإن المكسيك ستشهد طفرة في التشريعات، التي تصون حقوق المنافسة وتكافح الفساد في إطار خطة للارتقاء باتفاقية تحرير التجارة مع أوروبا. وهو الأمر الذي سينعكس بالمزيد من الشفافية على المشروعات كافة بما فيها المشروعات الصينية، لكن ذلك يستدعي بالتأكيد أن تراعي بكين ذلك في اتفاقاتها المقبلة. الصين تستثمر في الممرات التجارية عبر مشروع (طريق الحرير الجديد)، الذي يغطي 65 دولة في إطار مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في أمريكا اللاتينية بما يتجاوز تركيزها التقليدي على المواد الخام. ويعتقد إيسكويفل أن هذ المشروع الطموح يروق للصينيين أكثر؛ لأنه من نوعية المشروعات، التي يقبلون عليها وهي مشروعات البنية التحتية طويلة الأمد وذات العوائد الإيجابية