أهدت السعودية الشعب اليمني مشروعاً وطنياً إنسانياً «مسام»، يهدف لإزالة الألغام التي زرعتها الميليشيات بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية، خصوصاً محافظات (مأرب، عدن، صنعاء، وتعز)، وذلك بمبادرة إنسانية من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وتبلغ تكلفة المشروع 40 مليون دولار على مدى عام كامل مقسمة على 5 مراحل. وبالتزامن مع هذا المشروع المهم تتواصل جهود المملكة الإنسانية بتدشين جسر جوي إغاثي، انطلاقاً من الرياض اليوم (الثلاثاء). وقال المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة خلال تدشين مشروع «مسام» أمس (الإثنين) في الرياض، وسط حضور كبار المسؤولين والدبلوماسيين وممثلي المنظمات الدولية والأممية، إن المملكة دأبت عبر تاريخها الممتد على المبادرة بمدّ جسور الخير والدعم والأعمال الإنسانية النبيلة للدول الشقيقة والقريبة في محيطها، وكذلك الدول الصديقة، مؤكداً أن دعم الأشقاء اليمنيين في مقدمة أولويات المملكة عبر عقود من الزمن تأكيداً لروابط الجوار والدين واللغة والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين الشقيقين، لافتاً إلى أن المركز نفذ 262 مشروعاً في اليمن بتكلفة إجمالية تتجاوز 1.6 مليار دولار. وأوضح أن جهود المركز في اليمن شملت مشاريع الأمن الغذائي، والصحي، والإيوائي، والدعم المجتمعي، والتعليم، وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة والضرورية، مشيراً إلى أن المملكة قدمت خلال السنوات ال3 الماضية مساعدات لليمن بقيمة تجاوزت 11 مليار دولار، تنوّعت بين مساعدات إنسانية وأخرى لدعم اللاجئين، ومساعدات تنموية لدعم الاقتصاد والبنك المركزي اليمني. وكشف الدكتور عبدالله الربيعة أنه تم نزع 130 ألف لغم بحري مضادة للزوارق والسفن وهذا عمل محرم دولياً، فيما تم حصر أكثر من 600 ألف لغم في جميع المناطق التي تم تحريرها من الميليشيات الانقلابية. وبين أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قام من خلال مركز الأطراف الصناعية في محافظة مأرب بتركيب 305 أطراف صناعية لأكثر من 195 ضحية تعرضت لبتر أحد الأطراف؛ بسبب هذه الألغام التي لا تفرّق بين ضحاياها من النساء والأطفال، الذين يشكّلون أغلب ضحاياها، مبيناً أن المركز قام أيضاً بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لعدد كبير من المصابين تراوحت أعمارهم بين 12 و72 عاماً، وبلغ عدد المصابين الذين تلقوا العلاج في مركز الأطراف بمأرب خلال المرحلتين الأولى والثانية 11 سيدة، و12 طفلاً و346 رجلاً، وما تزال المرحلة الثانية مستمرة إلى الآن. مبادرة إنسانية فاعلة من جهة أخرى، قال وزير الخارجية اليمني خالد حسين اليماني خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش تدشين مشروع «مسام»، «أرى أن الحرب ستضع أوزارها قريباً، وأعتقد إذا حررنا الحديدة والساحل الغربي سنضع المسمار الأخير في المشروع الانقلابي الذي لا يمكن له أن يستمر، لأن رئته في الحديدة، وعندما يتم القبض على رئة الانقلاب ومنع وصول الدعم والمساعدات والأسلحة القادمة من إيران، ونحسم أمورنا ونكون مؤمنين بفكرة الحزم، عندها سننتصر قريباً»، مضيفا، «أرى الانتصار على مرمى قدم». وأكد اليماني أن إعلان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عن المشروع السعودي لنزع الألغام، مبادرة إنسانية فاعلة على طريق تخليص اليمن من هذا الخطر الذي تسبب به الانقلابيون، موضحاً أن الإحصاءات الأولية تشير إلى أن الميليشيات الحوثية زرعت نحو مليون لغم في أنحاء متفرقة من اليمن، داعياً المجتمع الدولي لإدانة هذه الميليشيات الإرهابية لانتهاكها القانون الدولي الإنساني. وقال إن الحوثيين يمنعون المواطنين المغادرة باتجاه المناطق المحررة ويستخدمونهم كدروع بشرية، مبيناً أن مشروع تحرير الحديدة لا يكتفي بالعمل العسكري، إنما هناك عمل إنساني من خلال المساعدات الإنسانية السعودية والإماراتية. وشدد وزير الخارجية اليمني على ضرورة إيقاف استهداف عصابات الحوثيين الأراضي السعودية، منتقداً صمت المجتمع الدولي عن أعمالها الإجرامية.