ظلت الجماهير المصرية مهمومة بإمكان العثور على حارس مرمى عملاق بعد اعتزال الأسطورة عصام الحضري حتى ظهر حارس الأهلي محمد الشناوي، الذي تألق بشكل لافت في مباراة مصر وأوروجواي بالجولة الأولى لمباريات المجموعة الأولى في بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في روسيا، وعلى الرغم من أن شباكه تلقت هدفا في الدقيقة الأخيرة من المباراة منحت المنتخب الأوروجوياني 3 نقاط ثمينة لكن الشناوي لا يسأل عن مسؤولية الهدف، التي يتحملها لاعبو الدفاع، علما بأن الحارس فارع الطول تصدى لأهداف محققة من نجمي أوروجواي سواريز وكافاني منحته جائزة أفضل لاعب في المباراة. ولم يتوقف الجدل المثار بشأن الحارس المصري داخل الملعب فقط إذ انتقل إلى خارج الميدان برفضه استلام جائزة رجل المباراة لأنها مقدمة من شركة خمور، ودفع هذا الموقف مسؤولي الاتحاد الدولي «فيفا» لإزالة صورة شركة الخمور الراعي الرسمي للجائزة عندما يفوز بها لاعب مسلم لاحترام تقاليد الدين الإسلامي. وقبل شهور كان طموح الشناوي لا يتعدي حراسة مرمى بطل الدوري المصري الأهلي وتلقف الفرصة بعد إصابة الحارس الأساسي الدولي شريف إكرامي، الذي لم يتمكن من استعادة موقعه في النادي «الأحمر» والمنتخب المصري بعد التألق اللافت لعملاق الحراسة المصرية الجديد، الذي يعتبره النقاد امتدادا للمخضرم عصام الحضري. وبعد أن بزغت نجومية الشناوي أعلنت لجنة الكرة بالأهلي إن موافقتها على رحيل الحارس مرهون بتلقيه عرضا بمبلغ كبير من أحد الأندية المميزة في أوروبا، ولعب الشناوي لنادي الحامول في فرق الناشئين ثم انتقل لناشئي الأهلي من 2002 إلى 2009 وتدرج في المراحل السنية، ولعب مع منتخب مصر للناشئين تحت 18 عاما، وخاض مع منتخب الناشئين بطولة أفريقيا، ثم انضم إلى المنتخب الأولمبي، ومن 2009 إلى 2012 لعب لنادي طلائع الجيش، ثم انضم إلى بتروجت وعاد مرة أخرى إلى الأهلي بداية موسم 2017. ولفت أداء الشناوي المميز مع بطل الدوري المصري الأهلي أنظار أعضاء الجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر، الذي منحه الفرصة فى مباراة البرتغال الودية، وقدم مستوى جيدا، وتفاجأت الجماهير المصرية بوجوده في التشكيلة الأساسية بمباراة أوروجواي في مستهل مشوار المونديال على حساب الحضري، الذي كانت الترشيحات تصب في صالحه لخبرته العريضة لكن الاندهاش تبدد سريعا بعد الأداء الرائع للحارس العملاق.