ستكون الأنظار شاخصة اليوم الخميس إلى ملعب «لوجنيكي» في موسكو حيث يتواجه المنتخب السعودي بروسيا المضيفة في افتتاح نهائيات النسخة الحادية والعشرين من كأس العالم. وعلى الرغم من أن المواجهة بين المنتخبين هي مجرد انطلاق لمنافسات المجموعة الأولى، إلا أنها تبدو مصيرية للفريقين الأدنى تصنيفًا بين المنتخبات ال32 المشاركة في النهائيات، لا سيما أن المجموعة تضم عملاقة أمريكاالجنوبية الأوروجواي، الفائزة باللقب مرتين، ومصر مع نجمها محمد صلاح. في معسكر الأخضر الذي يعود للنهائيات للمرة الأولى منذ 2006، لا تبدو الأمور أكثر ايجابية إذ يدخل المنتخب الذي يشرف عليه الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي مباراة الافتتاح على خلفية ثلاث هزائم متتالية في مبارياته الاستعدادية ضد ايطاليا (1-2) والبيرو (صفر-3) والمانيا بطلة العالم (1-2). ولم يحظ بيتزي (49 عامًا) بالوقت الكافي مع المنتخب السعودي لتحضيره لمشاركته الخامسة في النهائيات. فهو عين في نوفمبر الماضي خلفًا لمواطنه إدجاردو باوتسا الذي أمضى شهرين فقط على رأس الجهاز الفني قبل الاستغناء عنه بعد نتائج مخيبة في مباريات ودية. ويأمل بيتزي في أن يقود المنتخب السعودي إلى ثمن النهائي على الأقل، وهي أفضل نتيجة حققها في تاريخ مشاركاته في كأس العالم (1994). ويدرك بيتزي أن المباراة ضد روسيا ستكون مفصلية في تحديد وجهة فريقه. وتعول السعودية هجوميا على فهد المولد الذي سجل هدف تأهل بلاده إلى النهائيات في مرمى اليابان (1-صفر) خلال الجولة الأخيرة من الدور الحاسم لتصفيات آسيا، كما تأمل أن يستعيد محمد السهلاوي، صاحب 16 هدفًا في التصفيات الآسيوية، شهيته التهديفية بعد صيامه عن الأهداف في المباريات التسع الأخيرة. واستعدادًا لمشاركتها في النهائيات، أرسلت السعودية تسعة لاعبين على سبيل الإعارة إلى أندية اسبانية في النصف الثاني من الموسم بموجب اتفاق مع الهيئة العامة للرياضة السعودية، لاكتساب خبرة إضافية قبل المونديال. في المقابل يدخل المنتخب الروسي الذي يحتل المركز 70 في التصنيف العالمي خلف السعودية بثلاثة مراكز، المباراة الافتتاحية تحت ضغط لأنه مطالب بتحقيق نتيجة على أرضه وبين جمهوره ومحاولة التأهل الى ثمن النهائي للمرة الأولى منذ انحلال عقد الاتحاد السوفييتي. وستسعى روسيا إلى إثبات حضورها الكروي واستغلال استضافتها للمونديال للعبور إلى الدور الثاني، وتفادي ملاقاة مصير جنوب افريقيا عام 2010، البلد المضيف الوحيد الذي لم يعبر الدور الأول في تاريخ كأس العالم. لكن المؤشرات ليست مشجعة، إذ لم يفز منتخب المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف سوى مرة واحدة في مبارياته العشر الأخيرة منذ مباراته الأولى له في كأس القارات صيف 2017 ضد نيوزيلندا (2-صفر)، وكان ضد كوريا الجنوبية في السابع من اكتوبر(4-2). وكان التعادل ضد تركيا (1-1) الأسبوع الماضي في موسكو تاريخيا بالمعنى السلبي للكلمة، إذ أصبح تشيرتشيسوف أول مدرب روسي أو سوفييتي يفشل في تحقيق أي فوز في سبع مباريات متتالية. وأنفقت روسيا 13 مليار دولار لاستضافة الحدث العالمي على أرضها، وبالتالي يأمل الجمهور المحلي أن يذهب منتخبه الوطني بعيدا في النهائيات. لكن الفارق شاسع بين الأمل والواقع. من جهته، شدد الحارس القائد إيجور اكينفييف على ضرورة أن يفرض الروس أسلوب لعبهم على الخصم، مضيفًا بعد الخسارة الشهر الماضي أمام النمسا (صفر-1) في مباراة لم يسدد فيها رفاقه أي كرة بين الخشبات الثلاث: «على الفريق أن يدخل الى الملعب وأن يلعب. إذا لم يفعل ذلك فالنتيجة لن تتغير». أما المهاجم أرتيم دزيوبا، فأشار الى أن «البطولة ستكون احتفالًا كرويًا في البلد ونحتاج الى دعم الجميع. أتحدث نيابة عن كل الفريق عندما أقول إن البطولة هي الحدث الأهم بالنسبة لمسيرتنا الكروية وفي حياتنا أيضا». وتطرق مهاجم أرسنال تولا الروسي الى الخصم السعودي، قائلا: «لقد درسناهم بشكل جيد وسندرسهم أكثر. لا أعرف الأسماء ولكن رقم 7 (سلمان الفرج) هو لاعب وسط جيد ولديه قدرة على الدفاع». وواصل بحسب ما نقل عنه موقع الاتحاد الدولي: «المنتخب السعودي يعتمد على الهجمات المرتدة ويلعب كرة سريعة. لقد وضعنا خطة للمباراة ولدينا العديد من الخيارات وسنرى كيف ستسير الأمور مساء اليوم الخميس».