مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى العاصمة بيونغ يانغ، تتطلع موسكو للتأكد من أن العالم يعرف أنه لا يمكن تجاهلها عندما يتعلق الأمر بكوريا الشمالية. وقالت صحيفة «الإندبندنت»: إن توجيه لافروف الدعوة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون لزيارة بلاده تلعب دورا ثابتا في السياسة الخارجية الروسية، فيما قالت أخرى في كوريا الشمالية: ان كيم جونغ اون قبل الدعوة لزيارة روسيا لعقد قمة ثنائية في وقت ما هذا العام، بينما اشتكى الزعيم الكوري الشمالي في اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي من محاولات الهيمنة الامريكية في المنطقة. وتلفت «الاندبندنت» إلى ان هذه التصريحات تُعد موسيقى تطرب لها آذان الكرملين. وخلال أشهر التصعيد الكلامي بين بيونغ يانغ وواشنطن، فرضت روسيا قيودا على خارطة طريق السلام التي تقودها الصين، هذه الخارطة التي دفعت مرارا الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية لعدم القيام بمناورات عسكرية مشتركة، طالما اعلنت الجارة الشمالية انها تشكل استفزازا لها، وحذرت جميع الاطراف من مغبة التصعيد. في حين ان روسيا تحتفظ بعلاقات اوثق مع كوريا الشمالية أكثر من بقية دول العالم، إلا ان كيم جونغ اون لا يعتمد عليها كالصين التي تعتبر اكبر شريك تجاري لبلاده وهى مصدرها الرئيسي من العملات الصعبة. وتقول الصحيفة البريطانية: تشارك موسكو دائما في الجهود الدبلوماسية التي تحيط بشأن بيونغ يانغ، وعندما كانت كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة تتبادلان التهديدات بتصعيد عسكري، لم تكن التصريحات الروسية بعيدة عن هذه المسألة، لكن أقربها وصل حد التدخل المباشر قبيل زيارة لافروف، حين افشلت روسيا محاولات الولاياتالمتحدة لادانة كوريا الشمالية في الاممالمتحدة بسبب إطلاقها المتكرر للصورايخ. وموسكو لا تخاف أبدا من «حشر» نفسها في القضايا الدولية اذا كان هذا التدخل في صالحها، ورأينا ذلك في سوريا وعدد من مناطق العالم الاخرى. ويصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتن نفسه وحكومته باستمرار على انهم يحمون روسيا من شرور الغرب، ويظهر القوة الوطنية، بينما تتطلع الولاياتالمتحدة واوروبا لإجبارها على الخضوع، وقد استغل فلاديمير بوتين ذلك جيدا للحصول على اصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي اجريت مؤخرا في بلاده. وفي ظل هذه الخلفية لن يفوت الرئيس بوتين وحكومته أى فرصة لإظهار قوة روسيا، لإثبات ان بلادهم يمكن ان يكون لها تأثير ظاهر على المسرح العالمي، حتى مع اعتقادهم والشعب الروسي بان الاخرين يحاولون عرقلتهم. وتحاول روسيا ان تنافس الولاياتالمتحدة في بعض المناطق، ويمكن ان ينظر اليها على انها اللاعب الرئيسي في سوريا، في الوقت الذى تبدو فيه الولاياتالمتحدة وكأنها تريد الحد من نفوذ الأولى. ومع ذلك، فقد ذكرت زيارة لافروف لبيونغ يانغ، واشنطن وحلفاءها، بأن أي اتفاق طويل الأجل من الضروري أن يلقى دعم روسيا وقبولها، وهي الرسالة التي طالما رغبت موسكو في ايصالها إلى الجانب الأمريكي، أننا موجودون في خضم أي أزمة دولية هنا أو هناك.