في مدينة «هوبارت» الأسترالية، بدأ رئيس شركة استشارات مالية العمل بدوام جزئي بعد أن بدأت زوجته وهي أم جديدة في تلقي العلاج من السرطان من أجل رعايتها والاهتمام بالمولود الجديد. وروت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية في تقرير لها تجربة جوناثان إليوت الذي استطاع إنجاز الكثير من العمل خلال خمس ساعات كما كان يفعل في ثماني ساعات، لذا فكر فيما إذا كان بإمكان أي شخص آخر في الشركة أن يفعل الشيء نفسه. وينوه التقرير إلى أن الشركة سجلت تراجعا في الإجازات المرضية للموظفين بينما حقق بعض المستشارين مستويات قياسية من الأعمال الجديدة، ولم يمانع العملاء في الانتظار لبضع ساعات لمقابلة مستشارهم. ويشير التقرير إلى أنه تم التخلي عن الاجتماعات التي تعقد لمدة ساعة في الشركة وتم استبدالها بلقاء أسبوعي لمدة عشر دقائق على مستوى الأقسام وقد تكون الاجتماعات أقصر إذا لزم الأمر. ومن الإيجابيات الأخرى لهذا التوجه، أنه يعترف بالحقيقة الخفية للحياة العملية وهي وجود بعض الناس الذين ينجزون أكثر في ثلاث ساعات مقارنة بآخرين يستنزفون عشر ساعات لإنجازها. كما يقضي على حماقة مكتبية أخرى وهي الاستمرار في المكتب رغم عدم وجود أعمال مطلوبة حتى الساعة الخامسة أو حتى ينصرف المدير، وبالتالي أصبح الاستمرار إلى ذلك الوقت وفق هذا النموذج غير مثير للإعجاب ولكنه بالأحرى دليل على تأخر إنجاز المهام المطلوبة. كما يلائم هذا النظام الأمهات اللاتي ينتهزن وقت الغداء للذهاب للمنزل للاطمئنان على الأولاد وتناول وجبة سريعة معهم. وفي كتاب رجل الأعمال الأمريكي ستيفان آريستول، الذي طبق نموذج الساعات الخمس في شركته عام 2015 اشار إلى انه عرض على موظفيه نفس الراتب وحصة أرباح قدرها 5% لكنه حذر من أن أي شخص لا ينجح وفق هذا النظام سيتعين عليه المغادرة وبالفعل غادر العديد منهم، ما دعاه الى تخصيص نظام الساعات الخمس خلال فصل الصيف، وتطبيق نظام الثماني الساعات خلال بقية العام وهي تجربة مستمرة حتى الآن. ويخلص التقرير إلى أن فكرة يوم العمل، الذي يستغرق ثماني ساعات استمرت لأكثر من قرن من الزمان، وأن نظام الساعات الخمس قد لا يكون الحل للجميع لكنه يمكن أن ينجح في العديد من مواقع العمل.