ذكر موقع "ساينس أليرت" أن بعض الشركات السويدية قلّصت ساعات العمل اليومية إلى ست بدلاً من ثماني ساعات، من دون إنقاص أجر العاملين، استناداً إلى مبررات عدة، انتاجية وصحية. وكانت مجلة "ذا لانسيت" الطبية نشرت تحليل بيانات ل25 دراسة راقبت أكثر من 600 ألف شخص من الولاياتالمتحدة وأوروبا وأستراليا، يعملون لمدة 55 ساعة في الأسبوع. وكشفت النتائج أن احتمال إصابتهم بالجلطات أكثر بنسبة 33 في المئة من الذين يعملون من 35 إلى 40 ساعة في الأسبوع، إضافة إلى أن احتمال إصابتهم بأمراض القلب ترتفع بنسبة 13 في المئة. ووجدت دراسة منفصلة أن هناك رابط بين العمل 49 ساعة يومياً وبين انخفاض الصحة العقلية، خصوصاً لدى النساء. وفي شباط (فبراير) الماضي اعتمدت دار "سفارتيدالينس" لرعاية المسنين خطة عمل تستمر حتى نهاية 2016، خفضت فيها مدة عمل الممرضين إلى 6 ساعات من دون خفض مرتباتهم، لترى إن كانت كلفة توظيف 14 ممرضاً جديداً لتغطية ساعات العمل التي تم اختصارها، من الممكن أن تعود بفائدة لجهة رعاية المرضى وأخلاقيات العمل. من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة "فيليموندوس" السويدية لتطوير التطبيقات، والتي اعتمدت خطة تقليص ساعات العمل العام الماضي، لينوس فيلدت إن "التركيز على مهمة معينة لمدة ثماني ساعات يشكل تحدياً كبير، وللتغلب عليه نحصل على استراحة لنتمكن من إكمال يوم العمل، فيما نجد صعوبة في إيجاد وقت لعائلاتنا ونشاطاتنا الشخصية". وأضاف: "نعتقد أنه بمجرد اعتياد الموظف على وجود وقت لعائلته وحياته الخاصة، لن يرغب في خسارة ذلك مجدداً. نحن نؤمن بأن هذا سبب جيد للبقاء معنا". وتابع: "اتخذنا هذا القرار ليس فقط بسبب الأعراض الجانبية للعمل لثماني ساعات في اليوم، بل لأننا نهتم بموظفينا أيضاً". وأشار فيلدت إلى أنه "من الأفضل والأسهل التركيز على العمل الذي نحتاج إلى إنجازه خلال اليوم، مع بقاء طاقة لدينا لممارسة أنشطة أخرى بعد العمل". ولتعويض ساعات العمل المختصرة طلبت الشركة من الموظفين الابتعاد من مواقع التواصل الإجتماعي وكل ما قد يشغلهم عن عملهم، وخفضت عدد الإجتماعات الرسمية إلى أقصى حد ممكن خلال الدوام اليومي. وأكد فيلدت أن "البعض قد يرى أن هذه الفكرة مكلفة للشركة، إلا أن مثل هذا التفكير مبني على الإعتقادات التقليدية بأن يوم عمل مدته 8 ساعات هو الأفضل". وذكر أنه بعد تطبيق هذا النظام "أصبح لدى الموظفين حماسة وطاقة أكبر لإنجاز أكبر قدر من العمل في أقصر وقت". وذكرت الشركة أن "إنتاجياتها لم تختلف بعد تقليص ساعات العمل، بل أن الخلافات بين الموظفين أصبحت أقل لأنهم أصبحوا سعداء ومرتاحين". واحتذت شركة "فيليموندوس" بما فعلته مراكز خدمة شركة "تويوتا" في غوذنبرغ عندما قلصت ساعات العمل إلى ست ساعات قبل 13 عاماً. وذكرت "تويوتا" أن ذلك "جعلها تحظى بموظفين أسعد، ومعدل تبديل كوادر أقل، وسهولة أكبر في جذب موظفين جدد". وقال المدير العام للشركة لصحيفة "ذي غارديان" أنه بفضل تخفيض ساعات العمل "أصبح لدى الموظفين وقت أقصر للعمل، وحصلت زيادة في الاستخدام الفعال للآلات، وانخفاض في كلفة رأس المال". وأضاف أن "الأرباح ارتفعت بنسبة 25 في المئة". من جهتها، ذكرت شركة "براث" للتكنولوجيا، والتي طبقت الخطة منذ ثلاث سنوات، أن واحدة من أهم فوائد تطبيق هذا النظام، هو أنه "يساعد الشركات على زيادة أعداد التوظيف والمحافظة على استمرار موظفيها".