تحطمت خلافة أبو بكر البغدادي التي أعلنها ذاتيا عندما استدعى كبار مساعديه لاجتماع عقد بشرق سوريا العام الماضي، وكانت عاصمة خلافته في العراق قد سقطت بالفعل، فيما مقرها في سوريا تحت الحصار، ومع ذلك كان هنالك شيء آخر في ذهن هذا الزعيم الارهابي، هو تلاميذ المدارس. اعترف ضابط في داعش عرف باسم أبوزيد قبض عليه في عملية مشتركة بين الأتراك والعراقيين في وقت سابق هذا العام، بأن البغدادي دعا لاجتماع بالقرب من دير الزور لمناقشة إعادة كتابة المناهج التعليمية وفقا لرؤية تنظيم داعش. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها: إنه رغم الظروف الصعبة التي يمر بها داعش، إلا أن البغدادي أراد دراسة موضوع لا علاقة له بالبقاء على قيد الحياة، بدلا من التفكير فى الحفاظ على جوهرخلافته ذاتها. وقال ابو زيد في بيان بثه التلفزيون العراقي: إن العديد من كبار القادة حضروا الاجتماع، فضلا عن لجنة المناهج التي ترأسها، وكان هذا الاجتماع الثالث لهذه اللجنة. وفي يونيو الماضي، ادعى مسؤول روسي أن موسكو متأكدة 100% من موت البغدادي، لكن البنتاغون اشار إلى عدم وجود أدلة مؤكدة، وفي الآونة الأخيرة قال مسؤولون أمريكيون: إن البغدادي نجا من هزيمة مجموعته في الموصل والرقة، وما زال نشطا. وبحسب الصحيفة، يعتقد مسؤولو مكافحة الارهاب الامريكية؛ أن البغدادي يعمل على توجيه استراتيجية طويلة الأمد لمن بقي معه من الإرهابيين الذين يدافعون عن آخر معاقل داعش بشرق سوريا. ويدعم هذا الاعتقاد اعتراضات المخابرات واستجواب المعتقلين، والكتابات والتصريحات التي ادلى بها عملاء داخل الجماعة الارهابية. ويقول خبراء الإرهاب: إن البغدادي اختار أن يكون غير مرئي حتى داخل منظمته، مما أثار شكاوى من اتباعه وقلل من قدرته على حشد قواته المحاصرة. وتشير التقاريرالى أن البغدادي يعمل على التحول من الخلافة، الى تمرد سري وحركة ارهاب دولي، حسبما قال مسؤولون امريكيون. وقال المدير الوطني لمكافحة الارهاب السابق نيكولاس راسموسن: حتى عندما كانوا يفقدون الموصل والرقة كانوا يخططون للعمل من جديد كمنظمة سرية، واضاف: إن الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش بطيئة وأعطت البغدادي فرصا كبيرة لتطوير خطوط الاتصال الآمنة والتحضير للمستقبل. ومن المحتمل أن تشمل هذه الاستعدادات عمليات إرهابية مستقبلية وشحذ نظام للثبات ونشر الأفكار الأساسية للجماعة بعد توقف خلافته المزعومة.