شددت المملكة على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني، في وقت استشهد فيه فلسطينيان أمس، متأثرين بإصابتيهما جراء اطلاق الاحتلال نيرانه على آلاف المحتجين على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، الاثنين الماضي، تزامنا مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. قضية القدس وعلى جانب آخر، وخلال ترؤسه وفد المملكة في مؤتمر القمة الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي أمس الأول، في اسطنبول، قال وزير الخارجية عادل الجبير: يسرني أن أنقل لكم موقف سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله-، وموقف حكومة وشعب بلادي الذي يعيد التأكيد على أن قضية القدس تتجاوز السياسة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط بها أو المساومة بشأنها. وقال وزير الخارجية: يجب ألا يعتقد أحد أن إشغالنا بقضايا جانبية، وتهديدات وأزمات آنية، قد صرفنا عن الاستمرار بموقفنا الثابت والمستمر باعتبار قضية فلسطين ومدينة القدس قضيتنا الأولى، إلى أن يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. الحل السلمي وأكد الوزير أن المملكة تؤمن أن الحل السلمي هو الطريق الوحيد لإعادة الحقوق الشرعية للفلسطينيين، ومن هذا المنطلق فقد سبق وأن تقدمت بمبادرة سلام تبنتها القمة العربية في بيروت 2002، كما حظيت بموافقة منظمة التعاون الإسلامي في قمة مكةالمكرمة 2005، حيث وضعت المبادرة العربية خارطة طريق للحل النهائي، في إطار حل الدولتين، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس. ونوه الجبير بما صدر عن القمة العربية (29) وتسمية خادم الحرمين الشريفين لها ب«القدس»، تأكيداً لأهمية القضية الفلسطينيةوالقدس وشعبها، بالإضافة لما صدر في هذا الشأن عن اجتماعات وزراء دول منظمة التعاون الإسلامي في دكا، وكذلك الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة. وأكد الوزير أن السعودية أدانت وبشدة استهداف المدنيين من قبل الاحتلال، وتشدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الفلسطينيين، وأضاف: إن حكومة بلادي تدعو الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن قرارها، واتخاذ مبادرات إيجابية لدفع عملية السلام. ترحيب فلسطيني إلى ذلك، رحبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د.حنان عشراوي، بتصويت مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة في جلسته الطارئة التي عقدت الجمعة، على مشروع قرار يدين الجرائم الإسرائيلية ويدعو لإيفاد لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جميع انتهاكات القانون الإنساني والحقوقي الدولي في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية وقطاع غزة. واستهجنت عشراوي موقف الدول المصوتة ضد القرار، وقالت: إن التصويت ضد هذا القرار لصالح إسرائيل على حساب حقوق وحياة الشعب الفلسطيني، يؤكد تواطؤ تلك الدول مع الاحتلال ومساهمتها في خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة وخارجها. ارتفاع الشهداء وفي غزة، وبعد استشهاد فلسطينيين متأثرين بإصابتيهما جراء نيران الاحتلال في احتجاجات قطاع غزة، الأسبوع الماضي، ارتفع عدد شهداء يوم الإثنين، إلى 61، بالتزامن مع افتتاح سفارة واشنطن في القدسالمحتلة، والذكرى السبعين ل«نكبة فلسطين». ووصل العدد الإجمالي لشهداء مسيرات «العودة الكبرى» التي انطلقت أواخر مارس الماضي، إلى 119 قتيلا، بجانب إصابة أكثر من 12 ألف فلسطيني. وفي سياق منفصل، نظمت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مسيرات واعتصامات حاشدة داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إحياء للذكرى السبعين للنكبة واستنكاراً للمجزرة الإسرائيلية في غزة. وعمت المسيرات والاعتصامات مخيمات الجليل وبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا وعين الحلوة والرشيدية، مطالبة بتحقيق العدالة الدولية على المسار الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.