كشف الزعيم العراقي مقتدى الصدر، أن الحكومة العراقية المقبلة ستشكل من التكنوقراط، وذلك بعد تأكيد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تقدم تحالفه «سائرون» في نتائج الانتخابات ، التي جرت مطلع الأسبوع. وأشار الصدر في تصريح له على وسائل التواصل الاجتماعي ، إلى أنه «لن تكون هناك -خلطة عطار- ونحن مقبلون على تشكيل حكومة تكنوقراط تكون بابًا لرزق الشعب ولا تكون منالًا لسرقة الأحزاب». وبعد الصفعة، التي وجهتها العاصمة العراقيةبغداد للمشروع الإيراني مؤكدة من خلال أنصار مقتدى الصدر هويتها العربية، تلقت طهران، متمثلة هذه المرة بقاسم سليماني، ضربة جديدة حين غاب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن اجتماع خصصه لمحاولة فرض رؤية إيران وعبثها بالداخل العراقي في محاولة منها لمسك خيوط اللعبة، بعد أن رفضها العراقيون عبر صناديق الاقتراع. ويرى الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة فنر حداد في حديث لوكالة فرانس برس أن خطوة استبعاد الزعيم الشعبوي مقتدى الصدر «ليست مستحيلة بالحسابات، لكنها صعبة من الناحية السياسية». وكان مقتدى الصدر، قد استثنى كتلتي المالكي، وهادي العامري، وهما ذراعا إيران في العراق، من أي إشارة إلى إمكانية الائتلاف معهما. وبدأ النظام الإيراني، بحسب مصادر سياسية، اجتماعات للحد من نفوذ الصدر، ومعروف أنها تعبث حتى بالمكونات الشيعية نفسها وتفرق بينها. وذكر أحد المشاركين في تلك الاجتماعات لفرانس برس أن قاسم سليماني كان موجوداً في بغداد وشارك في اجتماع مع أحزاب بارزة وأخرى صغيرة. ولفت إلى أن سليماني «أبدى اعتراضه على التحالف مع قائمة «سائرون» الصدرية وقائمة عمار الحكيم، ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي والحزب الديموقراطي الكردستاني». وحضور سليماني إلى العاصمة العراقية يبعث برسالة خطيرة، أنها قد تستمر في زرع الاضطرابات في العراق ليستمر نفوذها في هذا البلد. لكن الانتخابات الأخيرة كانت تصويتاً في أوساط الشيعة ضد إيران، بتراجع اذرعة إيران التي تتهم بالطائفية وزرع الفتن والفساد.وألمح مقتدى الصدرمن ناحيته في آخر تغريدة له على موقع تويتر، منتصف ليل أمس الأول، إلى معارضته لفكرة الحكومة التوافقية التي وصفها ب«خلطة العطار»، مؤكدا استمراره في العمل على «تشكيل حكومة تكنوقراط». وفي كل حال، نقلت صحيفة «المدى» العراقية عن «مقربين» من الصدر، قولهم إن الأخير «لا ينوي التمسك بتسمية رئيس الحكومة المقبل، لكن تصدره لنتائج الانتخابات سيضع خيوط اللعبة في يده، أو يتحول إلى ما يعرف بصانع الملوك».