علاقة المنظمات الإرهابية بتهريب وترويج المخدرات والاتجار بها، علاقة قوية ومعروفة لكل الأجهزة الدولية. وقد اثبتت التحقيقات ارتباط تلك المنظمات بهذه التجارة المحرمة دوليا. ولو أخذنا حزب الشيطان اللبناني كنموذج لتلك المنظمات الإرهابية، لوجدناه غارقا في ترويج المخدرات وغسيل الأموال. ولعلني اعود لحقائق سبق وأن نشرتها اجهزة مكافحة المخدرات الأوروبية، تثبت ارتباط الحزب بزراعة وتجارة وترويج المخدرات. ففي يناير الماضي، أصدر المدعي العام الفرنسي، قرارا بإحالة شبكة من 15 شخصا تعمل لصالح هذا الحزب للمحكمة الجنائية، بتهمة الاتجار في المخدرات وغسيل الأمول، كانت تتعاون مع شبكة كولومبية للاتجار في «الكوكايين والهيروين». وقد نجحت السلطات الفرنسية، في ضبط بعض أعضاء الشبكة اللبنانية عام 2016، بعد رصد إرسالهم عشرات الملايين من اليوروهات إلى كولومبيا، وقيامهم برحلات بين دول اوروبا لتدوير أموال المخدرات، عبر شراء السيارات الفخمة، والساعات الفاخرة، وإعادة بيعها في لبنان، إذ قام أحد أعضاء الشبكة بشراء ساعات بقيمة تجاوزت 14 مليون يورو. وقد أشارت صحف فرنسية، إلى أن حزب الشيطان يحقق ارباحا تتخطى 500 مليون دولار سنويا. هولندا من جهتها، أعلنت عام 2009، عن ضبط خلية من 17 فردا ينتمون لشبكة دولية للاتجار بالمخدرات على صلة ب«حزب الشيطان»، تورطت في الاتجار بنحو الفي كجم من الكوكايين خلال عام واحد. كما لم تكن المانيا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعيدتين عن هذه العصابات، فقد ضبطت السلطات الألمانية في 2011، شخصين، قاما بتهريب مبالغ ضخمة من عائدات تجارة المخدرات في أوروبا وتسليمها لشخص ذي صلة بقادة الحزب اللبناني، كما لن ننسى ما قاله عضو بارز في اللجنة المالية بمجلس النواب الأميركي، عندما أكد في نهاية عام 2012، أن تصنيع المخدرات والاتجار بها، يمثل 30% من مداخيل حزب الشيطان. حزب يتاجر قادته بالهيروين، ويمولون الإرهاب، ويتحدثون عن الفضيلة والمقاومة، ليسوا إلا عصابة محترفة، رأسها في طهران واقدامها في جنوبلبنان وأيديها ملطخة بدماء الأبرياء في سوريا واليمن والعراق. ولكم تحياتي. sawalief@