الفروسية رياضة العربي، فقد قال الفاروق رضي الله عنه «علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل»، وتظل أخلاق الفرسان مطمح الإنسان العربي المسلم. كما أنها رياضة السعودي، فوطن الفخر والمكارم، المملكة العربية السعودية وحدت بتوفيق الله على ظهور الخيل، وبأيدي الفرسان، وقد كان الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- فارساً، وعاشقاً للفروسية، فأول بداية لنادي الفروسية بالرياض في عهده -رحمه الله- حيث كانت تقام سباقات للخيل في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الرياض، حيث كانت الخيل تنطلق للسباق من المكان الذي يقع في آخر طريق صلاح الدين الأيوبي إلى أن تصل نقطة النهاية أمام ربوة مرتفعة كان يجلس عليها جلالة الملك عبدالعزيز. واستمر الاهتمام بالفروسية على أيدي القادة الفرسان، فكان الاهتمام الواضح بالخيل امتلاكاً ورعاية في جميع العهود، وما سمي الملز إلا من «ملز الخيل» الذي كانت تقام فيه سباقاتها في عهد الملك سعود -رحمه الله- كما أن تأسيس نادي الفروسية بصورة رسمية كان في وقت مبكر (1385ه). وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -سدده الله- فإن الاهتمام يتضح بأخلاق الفرسان ورعاية سباقات الخيل وتكريم الفائزين بها. وجاء إعلان معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي آل الشيخ دلالة على أهمية هذه الرياضة واهتمام القيادة: «اعتزازاً بالخيل وما تمثله من أصالة، فقد وجهت باستحداث بطولة الملك عبدالعزيز الدولية للخيل في المملكة (مهد الخيل) وستكون -بإذن الله- البطولة الأكبر والأقوى في العالم». كل ما سبق يدعم مطالبات ملاك الخيل في محافظة حفر الباطن الذين يشتكون من ضعف الإمكانيات المتاحة لرياضتهم المفضلة في محافظتهم ذات الكثافة السكانية والموقع الحدودي المتميز، ويتمنون دراسة لوضعهم، واهتماماً بميدانهم الذي يرون أنه غير مناسب، بل إنهم يرون أنه خطر على خيولهم، كما أنهم يتمنون إقامة مسابقات سنوية للخيل في محافظتهم، بدلاً من اضطرارهم للسفر بخيولهم والمشاركة في مسابقات ميادين المدن الأخرى التي يحققون فيها نتائج جيدة. لا أظن أن هذا المطلب سيتأخر بحول الله، فهذا الوطن وطن الفروسية، وقادته فرسان محبون للفروسية وداعمون لها. shlash2020@