من سنن الحياة الرياضية وجود أندية غنية ميزانيتها بالملايين وأندية متوسطة بعدة ملايين، وأندية كما يقال «على قد حالها» تصرف مليونا وأخرى لا تصل لربع هذا المبلغ.. فالأندية لدينا تعتمد اعتمادا كليا على دعم أعضاء الشرف إضافة لدعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. المفارقة ان جميع هذه الأندية إلا من رحم ربك تشتكي من العجز المالي في ميزانيتها وان المداخيل لا تفي بمتطلبات النادي مما راكم الديوان عليها، وتختلف حجم هذه العجوزات والمديونيات باختلاف تصنيف النادي كما ورد بأعلى، فالأندية عالية الدخل تجد عجزها كبيرا، وهذا العجز يساوي ميزانية عدة أندية ويفيض.. هذه المشكلة التي قاربت أن تكون سمة الأندية السعودية- إن لم تكن أصبحت– ولحق بها الاتحاد السعودي الذي أصبح يشتكي من العجز المادي هو الآخر!! رغم أن دخل رياضة كرة القدم أصبح بمئات الملايين..!! خلاف مخصصات الرئاسة العامة من الموازنة العامة..!! لم تجد لها الحل حتى الآن..!! وفي كل سنة تمر نسمع وعودا من الرئيس وأعضاء الشرف بالعمل على حل هذه المشاكل وتجاوز هذه العقبات ولكن الواقع لا شيء يحل..!! بل إن الأمور تزداد سوءا، وينضم لصفوف الدائنين أسماء وأشخاص جدد.. إدارات الأندية لا تلام وحدها فأغلبها تدار من قبل أشخاص متعاونين وغير متفرغين بل ومجتهدين ومنهم من يتولي زمام بعض الأمور رغم عدم اختصاصهم بها..!! مما ينتج عن ذلك أخطاء تزيد من المشكلة.. ونحن على أعتاب الخصخصة يبرز سؤال على السطح «اغلب أنديتنا ترزح تحت هذا الكم الكبير من الديون.. من سيغامر بالاستثمار في منشأة تعاني من ديون قديمة متراكمة، والتزامات قديمة وحديثة..؟!» هذا النادي النموذجي حقق هذا الموسم نتائج ومستويات عجزت عنها أندية صرفت على فريق كرة القدم فقط أضعاف أضعاف ميزانية نادي الفتح كاملاً، ولم تصل إلى ربع مستوى الفتح ونتائج الفتح، مما يؤكد ان السر في الفكر وجعل الرجل السليم في المكان السليم فالجانب المالي جانب مهم وحساس جداً في طريق التطور والنمو للأندية السعودية، والأندية تعاني من قلة ما يخصص من مبالغ لدعمها من قبل اتحاد الكرة، فهذه المبالغ لا تفي بالتزاماتها، مما يضطرها للعيش تحت رحمة أعضاء الشرف فان هم رضوا عن الرئيس أمده بالمال وان لم يرضوا أوقفوا عنه الدعم.. في النهاية الخاسر الأكبر هو الكيان وسمعة الكرة السعودية..!! كما أن إدارات الأندية تهمش دور المدير المالي في منشأتها، كيف ذلك وهو المختص في التخطيط لموارد المنشأة، وكيفية توزيع المداخيل، وجدولة المنصرفات بما يتوافق مع هذه المداخيل.. إيجاد الحلول المثلى لجدولة المديونيات.. وغيرها من المهام المالية التي يتميز بها المدير المالي. برغم أن عددا من الأندية التي تعد من أندية الوسط أجادت التعامل مع هذه المشاكل وبكل مهنية واحترافية بحيث وفرة احتياجاتها حسب إمكانياتها وإراداتها، مما وفر لها الاستقرار المهني والإداري كما وفر ما يسمى «الاستقرار الوظيفي» للاعبين والعاملين بالنادي، وعلى رأس هذه الأندية نادي الفتح.. هذا النادي النموذجي حقق هذا الموسم نتائج ومستويات عجزت عنها أندية صرفت على فريق كرة القدم فقط أضعاف أضعاف ميزانية نادي الفتح كاملاً، ولم تصل إلى ربع مستوى الفتح ونتائج الفتح، مما يؤكد ان السر في الفكر وجعل الرجل السليم في المكان السليم.. فلما لا تستعين بعض الأندية بخبرة وعمل هذه الإدارة الشابة المتميزة بالفكر والمهنية والواقعية، في معالجة مشاكل باقي الأندية.. كما أن تشكيل لجنة من اتحاد الكرة لتراجع ديون الأندية، وتقر خطة -بالتشاور مع إدارة النادي- تتناسب مع دخل النادي لجدولة هذه الديون والعمل على سدادها دون المساس بمتطلبات النادي للقادم من الأيام.. وان يتم إلزام الأندية بتعيين مدير مالي للنادي يتولى الأمور المالية في النادي، فهذه الوظيفية -مهنية تحتاج لذوي الاختصاص لشغلها- مما سيسهم في ترتيب الأمور المالية ويساعد أصحاب القرار في النادي على تسيير الأمور المادية حسب البيانات والمعطيات التي يوفرها له وضمن الإمكانيات المالية المتوافرة.. لإعطاء كل ذي حق حقه.. وأن نساهم في تحسين صورة الكرة السعودية وأنديتها في الداخل والخارج.. وعلى الخير والحب نلتقي.