لا أجد بعد الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) شخصاً يعشق الكيان النصراوي سوى طلال الرشيد، هي وجهة نظر خاصة بنيتها على سابق معرفة بمواقف كليهما مع النصر، هناك أحداث كثيرة حدثت أمامنا، ويمكن لأي شخص أن يسترجعها ويجد فيما أقول عن هذين الوفيين ما يؤكد وجهة نظري. مَن رحل لا يحتاج أن نروي حكاية وفائه مع النصر، ومن بقي -وأعني هنا طلال الرشيد- يحتاج أن نذكر ولو جزءاً بسيطاً من وفائه، لربما نستطيع أن نعيده مرة أخرى للمشهد النصراوي صانعاً للحدث (لا) متابعاً له. في ذاكرتي موقف له من ضمن المواقف الكثيرة التي يحفظها الجمهور النصراوي له، إلا أني أحتفظ بموقف من نوع مختلف. أنا لا أعرف طلال الرشيد كمعرفة شخصية سوى لقاء واحد جمعني به، ومنذ ذلك الوقت حتى تاريخ كتابة هذا المقال لم ألتقِ به مطلقاً، أقول هذا الكلام حتى لا يجد أحد مدخلاً على شخصي البسيط ويصف ما سأقوله عنه بالرياء أو التملق، والعياذ بالله أن أكون من زمرة هؤلاء، فمصلحة النصر فقط هي ما استنطقتني حتى أكتب عن هذه الشخصية المحبة والأكثر إخلاصاً وتفانياً في حب النصر. قبل أن أبدأ في كتابة الموقف يجب أن نتفق على أن الحقائق المُثبتة من خلال مواقف متراكمة هي الأصدق على الإطلاق، وهذا هو حال طلال الرشيد مع نصره منذ سنوات طويلة. وأنا هنا إذ أذكر هذا الموقف فأنا أضعه ضمن المواقف الكثيرة المشرفة لطلال الرشيد مع النصر. بعد وفاة الرمز أكمل نائب الرئيس في تلك الفترة الأمير ممدوح تلك السنة رئيساً للنصر، ثم جاء الأمير سعد بن فيصل ليتولى دفة الرئاسة في النادي، ولم يستمر طويلاً فبعد فترة يسيرة ولأسباب يعرفها الجمهور النصراوي جيداً تسربت أنباء بأن الأمير فيصل بن سعد سيستقيل من رئاسة النصر، ذهبت حينها للنادي لأتابع الأحداث عن قرب، جاء الأمير سعد بن فيصل والجماهير محتشدة أمام البوابة الرئيسية للنادي، جميعهم معترضون على استقالته، ثم حضر بعده مجموعة من أعضاء الشرف حتى يقنعوا الأمير بعدم الاستقالة، وبأنهم سيقفون معه طول فترة رئاسته، وكان من ضمنهم طلال الرشيد، رأت الجماهير النصراوية طلال الرشيد متوجهاً لقاعة المؤتمر الصحفي الذي سيتم من خلاله إعلان الاستقالة أو العدول عنها، واحتشدت أمامه وهو في حيرة من أمره لأنه لا يملك الصلاحية حتى يتحدث على لسان رئيس النصر الذي ينوي إعلان استقالته، وقال لكل المئات ممن احتشدوا حوله: ثقوا بي، سنعالج الأمر وسيكون النصر بخير، في هذه اللحظة خرج من بين المحتشدين شخص ردد على مسامع طلال الرشيد وهو ممسك بيديه "إن استقال رئيس النادي فلن نقبل بغيرك رئيساً للنصر"، ثم علت الأصوات بعد حديث هذا المشجع مطالبةً بطلال الرشيد رئيساً للنصر، أيقن حينها طلال الرشيد بأن عليه القيام بعمل مختلف، فكل الجماهير صدعت باسمه وبأن الآمال معلقة عليه كأهم عضو شرف يجمع أهم ميزتين قد لا تتوافران في أحد غيره وهما: حبه للنصر وحب جماهير النصر له، صعد بعدها طلال الرشيد للمسرح وجلس يتحدث للرئيس المستقيل فترة طويلة، والجماهير تملأ قاعة المؤتمر وتنتظر القرار، ويبدو أنه فشل في إقناعه، فقد ظهر هذا الأمر على ملامحه، خرج بعدها طلال الرشيد من الصالة حزيناً ليبدأ في مهمة أخرى كان عنوانها (لن تسير وحدك يا نصر). بعد هذا الموقف خرجت من النادي وأنا أقول لمن حولي: لن يجد النصر حباً أصدق من حب طلال الرشيد له. بعد كل ما سبق وخلاصة القول (لا) أجد رسالة أهم من هذه الرسالة أبعثها لرئيس النصر الحالي الأمير فيصل بن تركي حيث أقول فيها: إن أردت يا سمو الأمير أن تنجح في الفترة المتبقية لك في رئاسة النصر فاعمل وفي أسرع وقت على عودة طلال الرشيد للنصر، فعودته ستعيد التوازن للفريق، وستضمن لك عودة ثقة الجمهور النصراوي فيما تقدم. دمتم بخير،، [email protected]