في الوقت الذي تنتعش فيه أسواق الأسماك هذا العام بأصناف الروبيان منذ بدء الموسم وبأسعار معتدلة نتيجة لوفرة هذا النوع من الأسماك، خشي البعض من ارتفاع سعره بسبب الأزمة التي تعصف في الوقت الراهن بصيادي مملكة البحرين بعد إيقاف جمعية الصيد هناك ما يزيد على 350 "لنش" أو "بانوش" -كما يسمونه عندهم- احتجاجا على قرارات صادرة من الثروة البحرية التابعة لهم ونتيجة تحرير مخالفات من قبل خفر السواحل بمملكة البحرين، مما يتوقع قدومهم لأسواق الشرقية لاقتناء كميات كبيرة من الروبيان تعويضا لذلك الأمر الذي ينعكس بظلاله على زيادة الطلب ورفع أسعاره بأسواق الشرقية. وأكد كبير الصيادين بفرضة القطيف رضا حسن الفردان أن صيادي مملكة البحرين يدشنون موسم الروبيان قبل صيادي الشرقية ويقدم كثير منهم بالإبحار بالقرب من مباحرنا وأحيانا تكون هناك اختراقات للمياه البحرية ويستنزفون كميات ومخزون للروبيان فهم يبحرون بمصائد بالقرب من ميناء الدمام بمنطقة تسمى "اليارم" أو "الجارم" وهي منطقة تتبع مملكة البحرين ومقابل لمبحر الكاش السعودي القريب من الميناء والذي لا يبعد سوى 5 دقائق فقط بالسير باللنش بين المبحرين، وإن إيقاف مراكب صيد البحرين احتجاجا على بعض القرارات الصادرة من المسئولين في الثروة السمكية أو البحرية أو احتجاجا منهم من تصرفات أعدوها خاطئة وتعسفية من خفر السواحل التابعة لهم ليس له تأثير كبير على واردات وكميات الروبيان التي تأتي لأسواق الشرقية وخاصة هذا العام، حيث تعج المباحر بالروبيان الوفير وأن أغلب اللنشات وبنسبة 75 بالمائة منها تتجه للشمال بعيدا عن مباحر البحرين، لافتا إلى أن التخوف الذي قد ينتابنا هو أن يزداد سعر الروبيان في هذه الأزمة فهناك كثير من الشركات والتجار البحرينيين في الفترة الماضية تأتي لسوق الأسماك بالقطيف لتحمل عشرات أمنان الروبيان (جمع من والمن 16 كيلو) لتصديرها لدولتهم وإن استمرار أزمتهم سوف يضاعف كميات الشراء مما يجعل ويحتم الارتفاع في أسعار الروبيان في الأسواق قاطبة. وأوضح الفردان أن كميات الروبيان هذا العام وفيرة جدا، مرجعا أسباب ذلك لتطبيق الأنظمة الصارمة من دوريات حرس الحدود البحرية وخاصة بمنطقة القطيف ومنع المخالفين من الصيادين الذين يبحرون في المنطقة الممنوعة من السواحل قبل بدء الموسم مما ضاعف كمياته وتكاثره في تلك الفترة وبالتالي أسهم في انتشاره بعد الفسح في البحار هنا وهناك، مشيرا إلى أن الردم والدفان ظل هو العائق الأبرز لتكاثر الروبيان وكذلك الأسماك وأصبح ذلك هو العدو اللدود للحياة البحرية برمتها، إذ طال الوضع مواقع كثيرة تصل إلى أكثر من 80 بالمائة من سواحل الشرقية والذي قضى على أشجار القرم الحاضن الحقيقي للحياة البحرية والتي قلصت المخزون الكمي للحياة السمكية برمتها.