يعيش العالم اليوم عصر العولمة والمعلوماتية التي لها دور في المنافسة العالمية، بحيث أصبح العالم مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا لم يشهد له التاريخ البشري مثيلًا من قبل. إن لأمن المعلومات أهمية قصوى لما له من علاقةٍ قوية بالاقتصاد الوطني، لذلك أرى أهمية الحديث عن هذه القضية الحساسة في عددين. ولقد أصبح أمن المعلومات صناعة تهتم بها الشركات المتخصصة في هذا المجال الحيوي الذي تبلغ سوقه في الولاياتالمتحدة وحدها اكثر من تريليون دولار أمريكي. ونتذكّر هروب موظف اجنبي من المملكة قبل عدة سنوات بمعلومات حساسة من وزارة حساسة وقيل إن تكلفتها حوالي 180 مليون ريال. وقد تكون هذه تكلفة جمعها وتبويبها وادارتها وغيرها، لكن القيمة الفعلية تفوق هذا الرقم بكثير لأنها تتعلق بأمننا الوطني الذي لا يُقدّر بثمن. إنه أمن الوطن والأمة الذي يستوجب منا حمايته بكل ما أوتينا من حِكمة وقوة وحرص. الحقيقة أننا مستهدفون في أمننا من الدول الصديقة وغير الصديقة منذ زمن بعيد حتى من أولئك الذين نعتبرهم مواطنين مخلصين عليهم واجبات ولهم حقوق. ومن الواجبات التي يجب على المواطن المحافظة عليها وحمايتها أمن المعلومات التي تعدُّ من دعائم أمن الوطن. إن الاختراق المعلوماتي من اخطر التحديات التي تواجه الحكومات ومؤسساتها المختلفة ما يتطلب الحرص الشديد على بناء شبكة معلوماتية محصنة من القرصنة والفساد الفيروسي الذي يؤدي إلى تخريبها وتدميرها ما يؤثر على الاقتصاد الوطني. إن الاختراق المعلوماتي من اخطر التحديات التي تواجه الحكومات ومؤسساتها المختلفة ما يتطلب الحرص الشديد على بناء شبكة معلوماتية محصنة من القرصنة والفساد الفيروسي الذي يؤدي إلى تخريبها وتدميرها ما يؤثر على الاقتصاد الوطني. ولقد كثرت الاختراقات الإلكترونية للمعلومات في هذه الأيام مما يستوجب أخذ درجات الحيطة لسلامة وسرية الأمن المعلوماتي. ولقد كان لاختراق شبكة المعلومات في شركة ارامكو السعودية الصدى والأثر البالغ في نفوسنا لأن المخترقين استهدفوا شريان الاقتصاد الوطني. ومهما كانت درجة الاختراق ونوعية وكمية المعلومات المستهدفة فإنه يشكّل خطرًا حقيقيًا على شركة ارامكو السعودية عملاق النفط العالمي التي نتوقع منها حماية قوية وعالية للمعلومات لأن ضرر الاختراق المعلوماتي يؤثر في الاقتصاد العالمي، وليس الاقتصاد السعودي فحسب. شركة ارامكو السعودية مستهدفة داخليًا وخارجيًا لأسباب أرى أهمية عدم الإفصاح عنها، لذلك يجب على المسؤولين في الشركة الحرص على بناء شبكة معلوماتية يصعب اختراقها من قبل المخرّبين والعابثين الذين يريدون إلحاق الضرر الاقتصادي بالمملكة. ومن حسن حظنا أن العمليات الرئيسية في شركة ارامكو السعودية لم تتوقف حسب تصريح الرئيس التنفيذي للشركة المهندس خالد الفالح، وذلك لتوافر البدائل والمساندة المعلوماتية. وبصراحة لن نكون في أمان إلا إذا توافرت الحماية الكافية المواكبة للتغيّرات المستمرة في مجال المعلوماتية وأمنها. وسأتحدث في الاسبوع القادم إن شاء الله عن السياسات الاحترازية لحماية المعلومات من الاختراق والعبث والتخريب سواءً في شركة أرامكو السعودية أو في الوزارات والجهات الأمنية الحكومية أو في الجامعات الحكومية والخاصة. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]