هناك العديد من السعوديين الذين صنعوا من الجودة شعارًا لهم واستثمروا ما تعلموه وعملوا عليه في بناء مشاريعهم الخاصة التي وإن بدأت صغيرة إلا أنها أثبتت أن هناك مَن هو قادر على جعل هذه المشاريع الصغيرة مشاريع منافسة لكبرى الشركات، ومن هؤلاء المواطن محمد السلطان «30 عامًا والذي يُعدّ أحد الشباب الذين امتهنوا مهنة سف الخوص، بحيث تخطى كل المعوّقات والتحدّيات التي واجهته رغم بساطة هذه المهنة التي أصبحت تتلاشى بسبب ضعف الطلب على هذه المنتجات التي يقوم بإنتاجها من سف الخوص. السلطان يقول: «تعتبر حرفة «سف الخوص» التي امتهنتُها منذ ما يقارب 5 أعوام يتم فيها صناعة المداد والحصر إحدى الحرف الشعبية القديمة التي اشتهرت بها محافظة الإحساء قديمًا وما زالت إلى يومنا هذا نظرًا لتوافر مادتها الخام وهي سعف وجريد النخيل، ولكنها في وقتنا الحالي اندثرت قليلًا بسبب منافسة الحديث لها، والذي تتم صناعته بآلاتٍ حديثة. وبيّن السلطان أنه اكتسب هذه المهنة من والدته التي كانت تمارسها في الماضي حيث يقول: «كنت أساعدها في تحميل وتنزيل الخوص في البيت، بالإضافة إلى أني أحيانًا أراقبها وهي تقوم بعملها وهي تصنع «مراحل» وهذا المنتج يستخدم في تعبئة التمور. وأوضح السلطان: «العمل الشريف مهما كانت مكانته ووضعه في نظر المجتمع فهو قيمة لرجل، فالإنسان الذي يعمل ويكِد على عياله أفضل من الذي يركن ويستعطف الناس، فإنني رغم تواضع مهنتي إلا أنني راضٍ بما قسَم لي ربي، ومثلما يقال فإن المال القليل الذي يُبارك فيه الله أفضل بكثير من المال الكثير الذي سُلبت منه البركة. وأكد السلطان في حديثه أنه ينبغي على الشباب عدم الانتظار لحين الحصول على وظيفة براتب جيّد لكي يبدأوا حياتهم، فكلما تأخر الإنسان في تكوين نفسه حتى لو كان بوظيفةٍ متواضعة فإن ذلك كله محسوب من عمره، ولهذا ينبغي على كل شاب عاطل السعي وراء لقمة عيشه حتى لو كان مرة، فهذا سوف يرفع من مكانته بين الناس وبالأخص في وسط أقربائه.