باشر مجلس الوزراء الإسرائيلي نقاشه حول خطة العمل للجيش والدوائر الأمنية للسنوات الخمس المقبلة. وسيعرض وزير الامن إيهود باراك ورئيس الأركان الجنرال بيني غانتس على المجلس احتياجات الجيش ومن المتوقع أن تشهد الجلسة خلافات شديدة حول حجم الميزانيات التي ستُرصد لهذه الخطة. واستبقت مصادر وزارة المالية الجلسة باتهام الدوائر الأمنية بإجراء حملة ترويع وترهيب بشأن خطورة التحديات الأمنية خاصة ما يتعلق بالملف الإيراني، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع قد تجاوزت خلال السنوات الماضية ميزانياتها بأكثر من 9 مليارات شيكل. غير أن الدوائر الأمنية رفضت الاتهامات مؤكدة أنها لا تطلب المزيد من الميزانيات، بل إنها ملتزمة بمواصلة نهج الترشيد في نفقاتها. واتهمت بالمقابل وزارة المالية بتسريب معطيات مضللة حول الأمر. اولًا وقبل كل شيء على الرئيس اوباما ان يعلن وبشكل علني وخلال مناسبة علنية وبصوت عال ان الولاياتالمتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك او تطوير اسلحة نووية وان «اسرائيل» تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها بنفسها الأمر الذي ستنظر إليه «اسرائيل» كتعهّد امريكي بالعمل ضد ايران عسكريًا وقت الحاجة، ما من شأنه ان يجعل «اسرائيل» تعيد دراسة موقفها المتعلق بالهجوم على إيران. فيما حذر مستشار الرئيس الامريكي في الانتخابات الرئاسية كولن كاهل من التعامل بعدم جدية مع التهديدات الاسرائيلية بضرب إيران، مؤكدًا على النوايا الجادة لإسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للمشروع النووي الايراني، معتبرًا أن نتنياهو وباراك يقومان بتهيئة الإسرائيليين وكذلك المجتمع الدولي لهذه الضربة. وأضاف كاهل إن نتنياهو وكذلك باراك لا يثقان بالجهود الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية التي تنفذها الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية، خاصة انها لا تضع سقفًا زمنيًا لوقف البرنامج النووي الاسرائيلي، وكذلك استغلال إيران هذه المفاوضات في الاستمرار في مشروعها النووي العسكري، لذلك فإن التهديدات التي تصدر عن نتنياهو وباراك جادة جدًا وليست مجرد تصريحاتٍ لممارسة الضغوطات على الولاياتالمتحدة. وأكد كاهل أن القيادة الاسرائيلية بدأت تقتنع شيئًا فشيئًا بأن الولاياتالمتحدة لن تتحرّك عسكريًا ضد ايران قبل الانتخابات الرئاسية، وهذا ما يشكّل ضغطًا اضافيًا على صناع القرار في اسرائيل الذين يفكّرون جديًا بتوجيه ضربةٍ عسكرية لايران، مع علمهم بأن هذا التحرّك المنفرد ومن دون مشاركة الولاياتالمتحدة لن يدمّر المشروع النووي الايراني. وكشف مصدر إسرائيلي رفيع لم يكشف عن هويته لصحيفة يديعوت أحرنوت امس الاول، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو» حذر الرئيس الأمريكي «باراك اوباما» من منع «إسرائيل» شن هجوم عسكري على إيران بشكل منفرد، إلا في حالة تنفيذ جملة من المطالب الإسرائيلية. وأوضح المصدر، أنه من الممكن أن تستبعد «إسرائيل» فكرة الهجوم على إيران وحدها وذلك في حال صلبت الولاياتالمتحدة من مواقفها وطريقة تعاملها مع الملف الإيراني بشكل أقوى مما هو منتهج اليوم، مضيفًا: إن الجانب الإيراني لا يلمس جدية وإصرار من الجانب الأمريكي ولذلك هم يسارعون في تخصيب اليورانيوم. وتابع المصدر بقوله: إن النظام الإيراني متأكد من أن عام 2012 سيمرّ بسلام على أي حال، ويعتقدون أن الولاياتالمتحدة لن تتحرّك بسبب القلق من ارتفاع أسعار النفط، فضلًا عن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولأنهم يؤمنون بأننا لن نهاجم حتى نأخذ الضوء الأخضر من واشنطن. وحسب المصدر المطلوب الآن من الولاياتالمتحدة لمنعنا من الهجوم، الحديث بصوتٍ مرتفع، وأن يعود اوباما ويصرّح علنًا بأن الولاياتالمتحدة لن تسمح لإيران في الحصول على السلاح النووي وبأن ل»إسرائيل» الحق في الدفاع عن نفسها. كما صنف المصدر المطالب الإسرائيلية من الولاياتالمتحدة على النحو التالي: اولا وقبل كل شيء على الرئيس اوباما ان يعلن وبشكل علني وخلال مناسبة علنية وبصوتٍ عالٍ بأن الولاياتالمتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك او تطوير اسلحة نووية وان «اسرائيل» تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها بنفسها الامر الذي ستنظر إليه «اسرائيل» كتعهّد امريكي بالعمل ضد ايران عسكريًا وقت الحاجة، ما من شأنه ان يجعل «اسرائيل» تعيد دراسة موقفها المتعلق بالهجوم على ايران. الشرط الثاني يتمثل بوضع إنذار امريكي امام الايرانيين خلال جلسات المفاوضات التي تجريها ايران مع الدول 5+1 يتمثل بإبلاغ ايران بأنه وفي حال عدم تحقيق تقدّم في المفاوضات خلال اسبوع او اثنين يتم وقف المفاوضات نهائيًا، لأن ذلك يسمح لإيران بمواصلة رفع مخزونهم من مادة اليورانيوم المخصب بدرجة 20%. وتطالب اسرائيل الولاياتالمتحدة بخنق ايران عبر زيادة الضغط الاقتصادي المباشر الذي تمارسه واشنطن ودول اوروبا على طهران كشرط ثالث، ف»إسرائيل» تعترف بنجاعة الضغط الاقتصادي لكنها تتخوّف من السرعة التكنولوجية الإيرانية الخاصة بالمشروع النووي والتي تفوق سرعة العقوبات. كما تطالب «إسرائيل» الولاياتالمتحدة بضرورة إظهار معالم القوة الأمريكية في الخليج عبر استعراضها والسماح لوسائل الاعلام بنشر وإبراز مكامن القوة الامريكية وقدرتها على تدمير المشروع النووي الايراني. وفي شرط إضافي طالبت «إسرائيل» الولاياتالمتحدة بضرورة خفض سقف الخطوط الحمراء التي وضعتها امام إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي وطريقة تعامل امريكا معه حيث اعلن اوباما أنه سيتحرّك ضد ايران حين تؤكد وكالات الاستخبارات الامريكية أنها حققت اختراقًا على طريق إنتاج سلاح نووي فيما تقول «اسرائيل» إنه من الممنوع والمحظور السماح لإيران بمجرد الاقتراب من هذا الاختراق. وذلك لأن تمتع ايران بوضع دولة على وشك امتلاك سلاح نووي سيعرّض الوضع الاستراتيجي للخطر تمامًا كما لو انها امتلكت هذا السلاح فعلًا لذلك تشكّك «إسرائيل» بإمكانية اكتشاف هذا الاختراق في الوقت المناسب اضافة الى تحوّل المواقع الايرانية حتى تحين لحظة الاختراق الى مواقع اكثر واشد تحصينًا امام أي هجوم . واخيرًا أعربت الشخصية السياسية الاسرائيلية عن تقديرها بأن «اسرائيل» ستدرس خطواتها المقررة ضد إيران من جديد في حال وافقت ادارة اوباما على تلك الشروط بل وستقوم «اسرائيل» بتنسيق خطواتها مع الولاياتالمتحدة لكن الشخصية لم تذكر موقف «إسرائيل» في حال رفضت ادارة اوباما هذه الشروط. الادارة الامريكية، التي حافظت على الصمت شبه التام في ضوء تصريحات نتنياهو وباراك عن هجوم في ايران، بددت أمس الغموض. فقد أوضح وزير الدفاع ليئون بنيتا ورئيس الاركان الامريكي مارتن دمباسي، الجهتان الأعلى في المجال الامني، بشكل لا لبس فيه بأن ليس لإسرائيل قدرات عسكرية لتدمير البرنامج النووي الايراني. «ما اقوله يستند الى ما أعرفه عن قدرتهم، ويحتمل ألا أكون على علم بكل قدراتهم»، قال دمباسي. «أعتقد أنه من النزيه القول انهم يمكنهم أن يؤخروا، ولكن لا أن يدمروا البرنامج النووي لايران». وكرر وزير الدفاع بنيتا ما قيل في البيت الابيض في الآونة الاخيرة وادعى بأنه لا يزال هناك مكان لمواصلة الاتصالات مع إيران وقال ان «العقوبات التي اضفناها بدأت تؤثر. وحتى رئيس وزراء اسرائيل قال في الماضي ان الخيار العسكري يجب أن يكون الخيار الاخير». وعندما سئل بنيتا هل برأيه تعتزم اسرائيل الهجوم قريبًا أجاب: «اسرائيل هي دولة سيادية وهم سيتخذون القرار استنادًا الى ما هو صحيح من ناحية مصالحهم، ولكني لا أعتقد أنهم سيتخذون قرارًا بالهجوم».