استشرفت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لأصحاب الجلالة والفخامة رؤساء الدول الإسلامية إلى مؤتمر قمة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين , وِحدة الصف والتعاون والتكاتف والتمسك بالدين ، خدمة للإسلام والمسلمين ووحدتهم في هذا الوقت الدقيق الذي تواجه الأمة الإسلامية فيه احتماليات التجزئة والفتنة. وتأتي دعوة المملكة في ظل ما تعيشه الأمة الإسلامية هذه الأيام من أحوال تتطلب من الجميع التعاون والتكاتف والتواصي بالتمسك بالدين، فهو الضمان الوحيد لعز هذه الأمة وأصل ذلك قول الله عز وجل "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ." ووصف مراقبون دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذا المؤتمر بأنها دعوة كريمة ذات دلالات إسلامية خيِّرة وأبعاد سياسية عميقة. وقالوا: إن هذه الدعوة الكريمة تأتي لتدعيم تمسك الأمة الإسلامية بدينها الحنيف وإعادة اللُحمة إلى شعوبها وتعزيز التضامن العربي والإسلامي في عالم تحكمه التوترات والصراعات". وكان ملوك ورؤساء ثلاثين دولة إسلامية قد وافقوا على مشروع ميثاق المؤتمر الإسلامي بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية شهر محرم عام 1392ه /1972م؛ حيث يُعد هذا المشروع الجهاز الأعلى لمنظمة التعاون الإسلامي ،ويتم عقده كل ثلاث سنوات أو كلما تقتضي مصلحة الأمة الإسلامية ، للنظر في القضايا العليا التي تهم العالم الإسلامي وتنسيق سياسة المنظمة تبعًا لذلك. «تأتي دعوة المملكة في ظل ما تعيشه الأمة الإسلامية هذه الأيام من أحوال تتطلب من الجميع التعاون والتكاتف والتواصي بالتمسك بالدين ، فهو الضمان الوحيد لعز هذه الأمة». وللتحضير لجدول أعمال وبرنامج مؤتمر القمة الإسلامي لرفعه للقادة، يعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء اجتماعاً يسبق القمة للنظر في بنود القمة ومناقشة مختلف القضايا المطروحة والبت فيها بما يرونه مُحقِّقاً للمصالح العليا للأمة الإسلامية. وقد عقدت إحدى عشرة دورة لمؤتمر القمة الإسلامي ،حيث انتظم عقد الدورة الأولى للمؤتمر في مدينة الرباط بالمملكة المغربية عام 1389 ه / 1969 م تلبية لدعوة جلالة الملك الحسن الثاني - رحمه الله - إثر المحاولة الآثمة لحرق المسجد الأقصى المبارك والنداء الذي وجهه الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - وكان من ثمرات هذا المؤتمر قيام منظمة المؤتمر الإسلامي. وفي مدينة لاهور بجمهورية باكستان الإسلامية عقدت الدورة الثانية لمؤتمر القمة الإسلامي عام 1394 ه / 1974م. وبدعوة من الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله عُقِد بمكةالمكرمة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 19 إلى 22 من شهر ربيع الأول عام 1401 ه الموافق للفترة من 25 إلى 28 من شهر يناير عام 1981م مؤتمر القمة الإسلامي الثالث تحت مسمى "دورة فلسطين والقدس الشريف"،إذ اجتمع قادة وملوك ورؤساء الدول الأعضاء في رحاب بيت الله الحرام بمكةالمكرمة مما أضفى على القمة روحانية ساعدت على توافق الآراء وعمّقت الوحدة في مواقف زعماء العالم الإسلامي إزاء القضايا المصيرية للأمة الإسلامية. وعقدت الدورة الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي في مدينة الدارالبيضاء بالمملكة المغربية عام 1404 ه / 1984 م، وفي عام 1407 ه 1987م عقدت الدورة الخامسة التي استضافتها دولة الكويت بمدينة الكويت، وانتظمت الدورة السادسة للمؤتمر في العاصمة السنغالية داكار عام 1412 ه / 1991 م، وفي عام 1415ه / 1994م عقدت الدورة السابعة للمؤتمر التي استضافتها المملكة المغربية في مدينة الدارالبيضاء، في حين عقدت الدورة الثامنة للمؤتمر في طهران بالجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1418 ه / 1997 م. أما الدورة التاسعة فعقدت في الدوحة بدولة قطر عام 1421 ه / 2000م، فيما عقدت الدورة العاشرة في بوتراجيا بماليزيا عام 1424ه / 2003 م، وكانت آخر دورة عقدت لمؤتمر القمة الإسلامية في دورته الحادية عشرة في دكار يوم 5 ربيع الأول 1429ه الموافق 13 مارس 2008م، وقد سبق هذه الدورة مؤتمر القمة الاستثنائي الثالث في مكةالمكرمة تحت مسمى ( بلاغ مكة ) بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في 5-6 ذو القعدة 1426ه ( 7-8 ديسمبر 2005م).