قال عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني ان الرئيس السوري بشار الاسد قد يلجأ الى معقل الطائفة العلوية في شمال غرب سوريا اذا ما اطيح به من السلطة في دمشق، محذرا من أن ذلك قد يؤدي الى انقسام سوريا ويتسبب في نزاع عرقي قد يستمر عقودا. وتوقع في مقابلة مع شبكة «سي بي اس» ان يستمر الاسد في حملته العسكرية «الى اجل غير مسمى» متمسكا بالسلطة، وقال انه اذا لم يتم التوصل الى حل سياسي للازمة في سوريا في القريب العاجل فان ذلك سيدفع بالاوضاع الى «الهاوية». وقال انه يخشى من سيناريو يضطر فيه الاسد الى اللجوء الى معقل الطائفة العلوية التي تشكل اقلية في سوريا رغم سيطرتها على الحكم. واضاف «لدي شعور انه اذا لم يتمكن من حكم سوريا الكبرى، فان خطته الثانية ربما تكون اقامة جيب علوي». وقال «وبالنسبة لنا اعتقد ان ذلك سيكون اسوأ سيناريو، لأن ذلك يعني انقسام سوريا الكبرى». واضاف ان «ذلك يعني ان الجميع يبدأون في الاستيلاء على الاراضي. اذا ما انفجرت سوريا داخليا، فان ذلك سيخلق مشاكل سيستغرق حلها عقودا». وتوقع بعض الخبراء انه اذا سقطت دمشق في يد الثوار فان الاسد قد يلجأ الى منطقة العلويين في الجبال الشمالية الغربية من سوريا. وتتهمه المعارضة السورية بأنه يخزن أسلحته في تلك المنطقة. وصرح عبدالله الثاني «بالنسبة للاسد فانه سيتمسك بموقفه .. اعتقد ان نظامه يعتقد انه لا بديل امامه غير الاستمرار .. لا اعتقد ان هذا رأي بشار وحده، ليس رأي الفرد. انه النظام، بالنسبة لبشار في الوقت الحالي ..فانه سيستمر فيما يفعله الان الى ما لا نهاية». واضاف ان الخلاف الدولي المستمر حول كيفية معالجة الازمة السورية يمكن ان يؤدي الى تعميق الاخطار. وقال عبدالله الثاني إن «ذلك يعني ان الجميع يبدأون في الاستيلاء على الاراضي. اذا ما انفجرت سوريا داخليا، فان ذلك سيخلق مشاكل سيستغرق حلها عقودا»وقال انه «كلما طال الزمن للعثور على حل سياسي، وكلما استمرت الفوضى، فيمكن ان ندفع سوريا الى الهاوية». واوضح ان «الهاوية هي حرب اهلية شاملة سيستغرق خروجنا منها سنوات». ويأوي الأردن نحو 200 ألف لاجئ سوري. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان فريق استطلاع فرنسيا وصل الثلاثاء الى الاردن للبدء بتقديم مساعدات طبية طارئة الى اللاجئين السوريين. وقالت في بيان ان «طليعة الجرحى السوريين ستتم معالجتهم اعتبارا من نهاية الاسبوع». واضافت انه «تم استنفار اختصاصيين من وزارات الدفاع والخارجية والداخلية: اطباء في الدائرة الصحية للجيش ومفاوضين ولوجستيين». وتابعت الوزارة ان اتصالات اجريت مع السلطات الاردنية وممثلي المفوضية العليا للاجئين في الاممالمتحدة ومنظمات انسانية «لتقييم الحاجات في منطقة النزاع والبدء بجمع الفريق الطبي الجراحي العسكري الفرنسي الذي سيكون جاهزا للعمل اعتبارا من نهاية الاسبوع على الحدود الاردنية السورية». وسيضم الفريق الطبي الجراحي اكثر من عشرين شخصا من الدائرة الصحية للجيش بينهم خبراء نفسيون، اضافة الى «ثلاثين جنديا فرنسيا سيكونون الى جانبهم لدعم الفريق»، وفق الوزارة. واعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان ان «من مسؤولية» فرنسا «تقديم مساعدة ملموسة وطارئة الى ضحايا المعارك واللاجئين السوريين». واكد ان «تضامن فرنسا مع الشعب السوري يعبر عن نفسه حاليا في شكل كامل، بتنسيق كبير مع السلطات في الاردن التي تتعاون في شكل وثيق وحاسم».