قبل اجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي في تل أبيب قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو انه لم يتخذ بعد قرارا في مسألة توجيه ضربة عسكرية لايران. واكد نتياهو ان المستوى السياسي هو صاحب القرار في اي نظام ديمقراطي بينما يتعين على المستوى العسكري تنفيذ هذه القرارات معقبا بذلك على الانباء التي نشرت حول وجود خلافات بين قيادة الجيش والمستوى السياسي بشأن احتمال مهاجمة ايران. وتطرقت الصحف الإسرائيلية بإسهاب امس إلى أقوال نتنياهو في الصفحات الأمامية. وأبرزت الصحف الخلافات القائمة فيما بين موقف نتنياهو المؤيد لتسديد ضربة على إيران وموقف رؤساء الأجهزة الأمنية المعارضين لها. وألمح نتانياهو إلى أن رئيس الوزراء الأسبق مناحم بيغن شن هجوم على المفاعل النووي العراقي رغم معارضة مسؤولين كبار. وأفادت صحيفة «هآرتس» امس ان نتنياهو» ووزير الجيش «إيهود باراك» سيبلغان وزير الدفاع الأمريكي «ليون بانيتا» أن أحداً لن يستطيع أن يمنع «إسرائيل» من توجيه ضربة عسكرية لإيران. وقالت الصحيفة إن هذه الرسالة ستنقل للولايات المتحدة من خلال لقاءات ستجمع «بانيتا» مع «نتنياهو» و»باراك» وقادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ، وستتناول إلى جانب الملف الإيراني، موضوع نقل الأسلحة الكيماوية من سوريا إلى لبنان والتطورات في المنطقة. ونقلت عن مصدر رفيع المستوى قوله : «إن «إسرائيل» يجب أن تبقى الوحيدة صاحبة القرار في كل ما يتعلق بالدفاع عن أمنها»، معرباً عن تقديره أن الولاياتالمتحدة لن تدير ظهرها ل»إسرائيل» في حال أقدمت الأخيرة على تنفيذ هجوم ضد إيران. وبحسب الصحيفة فإن إعلان نتنياهو أمس بشأن كونه الوحيد المخول في «إسرائيل» باتخاذ القرار بشأن إيران، وأن هذا القرار هو للمستوى السياسي وليس للجهاز العسكري أو الأمني، جاء رداً على جملة من التقارير الإخبارية التي أكدت معارضة المستوى العسكري لموقف نتنياهو الداعي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران حتى قبل موعد الانتخابات الأمريكية. وقالت «هآرتس» إن التسريبات الصحفية الأخيرة بهذا الخصوص تشير إلى حملة أمريكية مثابرة تضمنت تسريب مجموعات مختلفة من الأخبار والتقارير التي تعزز الموقف الأمريكي إزاء موقف «نتنياهو» في خضم حملة تنشط على ثلاث قنوات ومستويات، الأولى بين إدارة أوباما وبين القيادة السياسية الإسرائيلية، وبين باراك أوباما وبين المنافس الجمهوري له «ميت رومني»، وأخرى بين المستوى السياسي في «إسرائيل» والمستوى المهني. وفي ذات الشأن قال رئيس المعارضة «شاؤول موفاز» ان التصريحات التي أدلى بها امس نتنياهو حول القضية الايرانية تدل على انه فقد الثقة بالنفس وان ضائقة عميقة تعتريه بسبب الازمة الاجتماعية السائدة في «إسرائيل» والعقوبات الاقتصادية التي قرر فرضها على الجمهور. واعتبر موفاز في سياق مقابلة إذاعية صباح امس ان نتنياهو ادرك انه يواجه مشكلة مع الجمهور الذين يؤدون الخدمة العسكرية بعد ان فضل دعم المتهربين من هذه الخدمة، موضحاً أنه يحاول استعادة بعض هيبته من خلال اطلاق تصريحات بديهية. واوضح موفاز انه ما زال يتمسك بموقفه القائل ان الخيار العسكري يجب ان يكون الخيار الأخير، داعيا الى افساح المجال امام العقوبات الدولية لتؤثر على ايران. فيما يبدو وكأنه تأييد واضح لمرشح الرئاسة الأمريكية «باراك أوباما» قال وزير الجيش الإسرائيلي «إن الرئيس باراك اوباما كان الرئيس الأكثر تأييدا ودعماً لإسرائيل في مسائل الأمن وفي كل ما يخص العلاقات الدبلوماسية بين البلدين».وأضاف «إيهود باراك» في لقائه مع شبكة CNN الأمريكية أمس إن دعم باراك أوباما لوزارة الدفاع والمؤسسات الاستخبارية كان أكبر بكثير مما كان في ظل أي إدارة أخرى وقال باراك :»أعتقد من وجهة نظري كوزير للدفاع أنه كان جيداً للغاية، وعميقاً جداً، وأستطيع أن أرى التأييد السياسي للدولة الإسرائيلية وأعتقد أنه يعبر عن شعور عميق سائد بين الشعب الأمريكي. وتابع باراك: «لكن ينبغي لي أن أقول لكم بصراحة أن هذه الإدارة في عهد الرئيس أوباما تسهم بمجال الأمن أكثر من أي شيء» يُذكر أن وزير الدفاع الأمريكي «بانيتا» وصل تل أبيب امس لعقد اجتماعات مع رئيس الحكومة «نتنياهو، كما سيقوم بزيارة لمنظومة القبة الحديدية التي ساعدت إدارة أوباما في تمويلها.