أن تختلف معك في الفكر والمعتقد والرأي فهذا لا يعني أنها تلغيك من قاموس التعامل والمُعَايشة معها هي تؤمنُ بك وبفكرك ومعتقدك وتخاطبك نِدَّا لِنِد وتتمازج ُ معك روحاً ونفساً وقلباً كي تتعايش اللحظة بكاملها وتتناغم مع جزيئيات الحدث وتفاصيله دون أن تستشعر الملل أو تتهيب الموقف مهمتها الإنسان وغايتها الغوص في ردهات عمقه والتسلل في كوامن خافقة من غير أن تنظر لعرقه أو لونه أو جذره تمتلك ذكاءً حاذقاً وجذوة فكر متوهج ينير آفاق عتمة العمر ويزركش الحياة بأطياف ثقافتها المتباينة المشارب والمتعددة الرؤى ذات الأبعاد اللازوردية العاكسة لِكُنْهِ ذاتها وجوهر حقيقتها لتؤدلج كينونتها وفق أنظمة الأفق المُرَقَّش بالحقائق الصائبة والنتائج الثاقبة والأطروحات الغائرة في جسد العقل وعقلانية الضمير حيث إنها وبمكتسباتها الموروثة من سلالة الأُسَر الأحسائية الأثيلة المجد والضَّاربة جذورها في عمق أعماق العلم والأدب والدين والسياسة استطاعت أن تُشْبع فكرها بمزيج ثقافات ٍ ومخزون معرفي ربما قلّ أن تجده عقلٌ فَطنٌ يحكمها وفكرٌ نبيهٌ يحركها وقلبٌ نابضٌ ناهضٌ بالحسِّ الصّادق والعاطفة الدافئة يحاكمها ساعات كفكفة دمع يتيم أو لكمة زمن أو جرح عمر أو موقف سرور شاركت به بحضورها. عند غيرها من نساء جيلها وممن عاصروها وهي المتعلِّمة أكاديمياً خارج الوطن في وقتٍ كان المجتمع لا يعرف مصطلح ابتعاث ولم يسمع بولاية بورتلاند الأمريكية وعنده لندن البريطانية من جزر العبث الخيالي ومن دنيا النأي وبلاد الأحلام حيث كانت وقتها تُجَابه الحياة بعلوم تلك المدينتين وتكتسبُ وجودها من عالقات الفكر في تلك المدن ومن جوامع شتات حضارات تلك الأمم وجميل صنع شعوبها كي تأتينا اليوم صلبة الفعل نافذة القول واثقة الخُطَى ذات أبعادٍ أفقيّة ترتكز على قواعد الإحساس بالمسؤولية واستشعار المواقف المُجَسِّدة لقيمة الفرد وكينونة النفس وغايات الغد الزاهر من ذكرى الأمس ولحظة اليوم بجزئيات ساعاته وحيثيات ماهيَّته لتُغَايرَ مَنْ صارعها في الرأي وواجهها في الفعل وحاججها في الثبات لأنَّ مَنْ يفكِّر أن يتطارح معها في الفكر فعليه أن يثق أنه جديرٌ بمطارحتها وقادرٌ على مُجَابتها وإلاّ فستُصاب نفسه بإحباط الأمل ويقع في مغبَّة الحيرة وفي مستنقع التّيه ويجرُّ من خلفه أذيال الخيبة وتُعْس السؤال !! عقلٌ فَطنٌ يحكمها وفكرٌ نبهٌ يحركها وقلبٌ نابضٌ ناهضٌ بالحسِّ الصّادق والعاطفة الدافئة يحاكمها ساعات كفكفة دمع يتيم أو لكمة زمن أو جرح عمر أو موقف سرور شاركت به بحضورها ونالت من نفسها ولو للحظات يتناغمُ الحبُّ أملاً من قَبَسِ عينيها وتتوهجُ جذوةِ الحٰلُم الجميل من بين أصابع يديها لتنسج من شُعَاع طُهْرها سربال البهجة لقلوبٍ والهة لطالما أحبَّتها وهامت في فضاءاتِ مَدَارِها وتمركزت عند نقطة محور عشقها القائم على قانون التعقُّل وأنظمة التوازن ونبراس الثبات الذي ما أن يمرّ في قاموس يومك إلاّ وتمر « آمال سعد حمد المنقور» الأنثى المتعددة الثقافات والمرأة التي يكتبها العقل وينسجها الفكرُ ويصوغها تاريخ الأحساء الثقافي لأجيال الفتيات مع طالع الذكوات في سنين العمر وفي عُمُرِ الحياة ،،