كشفت صحيفة هأرتس الاسرائيلية عن أن مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونيلون الذي قام قبل أسبوعيْن بزيارة غير معلَنة لاسرائيل عرض على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة أمريكية لمهاجمة إيران إذا أخفق المسار الدبلوماسي للتعامل مع أزمة البرنامج النووي الإيراني. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن دونيلون قدم لنتنياهو تقريرًا مفصّلًا بهذا الشأن اشتمل على عرض القدرات العسكرية الأمريكية لقصف المنشآت النووية الإيرانية الواقعة في بطن الأرض. غير أن المصدر المسؤول الأمريكي أكد أيضًا أن واشنطن تعتقد أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لإنجاح المسار الدبلوماسي إزاء إيران. وفي ذات السياق قالت شبكة «فوكس نيوز» الامريكية نقلًا عن مصادر مقرّبة في الجيش الاسرائيلي ان قوات من الجيش وُضعت على اهبة الاستعداد تمهيدًا لعملية محتملة تهدف الى منع سقوط الاسلحة الكيماوية السورية بأيدي حزب الله. وعلى حد قول الموظف الامريكي استضاف نتنياهو دونيلون على وجبة عشاء استغرقت ثلاث ساعات، بعضها ثنائي وبعضها الآخر بمشاركة مستشار الامن القومي، اللواء يعقوب عميدرور. وكانت محادثات دونيلون في القدس أكثر المحادثات حساسية ومغزى في سلسلة زيارات كبار المسؤولين الامريكيين الى اسرائيل في الاسابيع الاخيرة، كزيارة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أو نائب وزيرة الخارجية بيل برانس. وأساس المحادثات بين دونيلون ونتنياهو دار حول النووي الايراني. واوضح دونيلون لنتنياهو ان وزارة الدفاع الامريكية تنفذ التخطيط اللازم في حالة نشوء حاجة الى عملية عسكرية امريكية ضد المنشآت النووية الايرانية. وعلى حد قول الموظف الامريكي، عرض دونيلون على نتنياهو قسطًا من تلك المخططات بل واستعرض امامه الوسائل القتالية والقدرات العسكرية لدى الولاياتالمتحدة لمعالجة المنشآت النووية الإيرانية بما في ذلك تلك المخبّأة في الخنادق في باطن الارض. وكان دونيلون عرض الامور على نتنياهو كي يوضح ان الولاياتالمتحدة تستعد بجدية لإمكانية وصول المفاوضات الى طريق مسدود، ونشوء حاجة لاستخدام وسائل عسكرية، وأن الحديث لا يدور فقط عن رسالة إعلامية هدفها تهدئة روع اسرائيل. ومع ذلك، وقد رفض الناطق بلسان مجلس الامن القومي في البيت الابيض، تومي فيتور، تناول هذه الامور وقال انه لا يعتزم الدخول في تفاصيل حديث خاص بين دونيلون ونتنياهو. وجاء من مكتب رئيس الوزراء «اننا لا نتناول مضمون محادثات مغلقة، حتى عندما نُسأل عن امور لم تطرح فيها». المحاولات الامريكية لتهدئة روع اسرائيل بالنسبة للنووي الايراني ستستمر هذا الاسبوع. في ذات السياق قالت شبكة «فوكس نيوز» الامريكية نقلًا عن مصادر مقربة في الجيش الاسرائيلي ان قوات من الجيش وُضعت على اهبة الاستعداد تمهيدًا لعملية محتملة تهدف الى منع سقوط الاسلحة الكيماوية السورية بأيدي حزب الله. فيوم الثلاثاء سيهبط في إسرائيل وزير الدفاع ليئون بانيتا وسيلتقي يوم الاربعاء برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع باراك وكبار رجالات جهاز الامن واسرة الاستخبارات. ورغم محاولات التهدئة الامريكية يبدو في هذه المرحلة أن القناة الدبلوماسية مع إيران عالقة. واعتبر المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أن توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الجمعة على قانون تعزيز التعاون العسكري مع إسرائيل، بأنه علامة فارقة في التعاون بين البلدين وليس مجرد مناورة انتخابية ضمن التنافس على الأصوات اليهودية بين أوباما وميت رومني، وإن كان التوقيت ليس خاليًا من هذه الاعتبارات. ونقل بن يشاي في تحليل نشره موقع «يديعوت أحرونوت» على الشبكة عن المستشار السياسي لوزارة الأمن الإسرائيلية، الجنرال عاموس جلعاد قوله إن التوقيع على هذا القانون هو علامة فارقة في العلاقات الأمنية بين البلدين. وينص القانون الذي صادق عليه أوباما بعد تشريعه في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، على منح إسرائيل وللمرة الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين، إمكانية الحصول على طائرات أمريكية من طراز Kc- 135 القادرة على تزويد المقاتلات الجوية بالوقود جوًا. ولفت بن يشاي إلى أن الإدارتين الأمريكيتين الحالية والسابقة كانتا قد امتنعتا عن تزويد إسرائيل بهذه الطائرات للحيلولة دون قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران. وبحسب بن يشاي فيمكن الاعتقاد أنه في حال إقدام إسرائيل على عملية كهذه فإن عشرات المقاتلات الجوية من طراز سوفا (F 16i) و»راعام» ( (F15i وطائرات أخرى تحتاج للتزود بالوقود جوًا في طريقها إلى الهدف ستشارك في هذه العملية، وبالتالي فإن منح إسرائيل طائرات التزود بالوقود سيحسّن كثيرًا من الأداء الميداني والقتالي لسلاح الجو الإسرائيلي. ولفت بن يشاي إلى أن إسرائيل كانت تضطر لغاية الآن إلى شراء طائرات مدنية من طراز بوينج 707 وتحويلها إلى طائرات لتزويد الوقود جوًا، وأن من بين الطائرات التي اشترتها إسرائيل لهذا الغرض طائرة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات. وبيَّن بن يشاي أنه على الرغم من الأهمية البالغة لتوقيع القانون الذي ينص مبدئيًا على تزويد إسرائيل بهذه الطائرات لكن حصول إسرائيل عليها لن يكون فوريًا ومباشرًا بل قد تمرّ عدة سنوات حتى تتمكّن إسرائيل من شرائها. ولفت بن يشاي إلى أن ما يميّز القانون الجديد هو بكل تأكيد إبرازه لالتزام الولاياتالمتحدة بالحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي و»تسليح جوي خاص» الأمر الذي سيمكّن إسرائيل أيضًا من الحصول على قنابل تخترق الملاجئ المحصنة، التي رفضت إدارة بوش في حينه منحها لإسرائيل. كما طلبت إسرائيل في السياق نفسه التزوّد بصواريخ باليستية موجّهة، ولكن ليس واضحًا بعد ما إذا كان طلبها هذا سيجاب. ووفقًا لبن يشاي، فإن القانون الجديد يجمع عمليًا بين تعهّدات والتزامات إدارتي بوش وأوباما على حد سواء، بالنسبة لكل ما يتعلق بالتزام الولاياتالمتحدة بأمن إسرائيل، وهو إلى ذلك يفصل، بندًا بندًا، وبمصطلحات عينية محددة ما الذي على أذرع الإدارة الأمريكية القيام به لتحويل هذه التصريحات إلى سياسة فعلية ذات مضمون، إذ ينص على وجوب عمل الولاياتالمتحدة للمحافظة على التفوق النوعي الإسرائيلي في المجال العسكري والمجال العسكري التكنولوجي. وبعد أن لفت بن يشاي إلى أن هذا القانون يعكس عمليًا التزام إدارة أوباما بأمن إسرائيل، مشيرًا إلى أن اوباما قد استجاب كثيرًا للمطالب الإسرائيلية في كل ما يتعلق بأمن إسرائيل خاصة من خطر الهجمات الصاروخية، نقل بن يشاي عن مصدر إسرائيلي قوله: «إن هذا القانون ينطوي على أمور كثيرة أهم من المال، إذ بمقدور إسرائيل بمساعدة الولاياتالمتحدة أن تحافظ على تفوّقها النوعي في ردع اعتداءات أعداء محتملين».