أربع ساعات ونصف قضتها "اليوم" على متن رحلة القطار المتجه من الدمام إلى الرياض لتنقل على الواقع الصورة الحقيقية لحال القطارات بدون "رتوش" ولتعيش التجربة وتنقلها بكل أمانة وحيادية وموضوعية، إذ لم يكن الهدف من تلك التجربة تصيد الأخطاء والسلبيات بقدر السعي إلى الوقوف على حقيقة ما يتردد عن حالات الإهمال التى يتحدث عنها الناس، وهل كانت الشكاوي حقيقية أم مبالغ فيها، ثم ماهي هذه السلبيات إن وجدت، وهل لاحت في الأفق بوادر إيجابيات؟ وماهي الحلول للمشاكل والاقتراحات؟. وقررت (اليوم) الانتقال إلى محطة الدمام لخوض التجربة والانتقال إلى القطار في الرحلة المتوجهة من الدمام إلى الرياض، أعددنا العدة ووضعنا نصب أعيننا نقل الحقيقة على الطبيعة وتنقلنا بين الركاب واستمعنا إلى وجهة نظرهم السلبيات والايجابيات تحرك القطار في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا من الدمام قاصدا وجهته صوب الرياض، وفي هذه الرحلة - رحلة ذهاب - كان الانطلاق من محطة الدمام إلى مدينة بقيق ومن ثم الاحساء ومواصلة الرحلة الى الرياض، أول المشاهدات التى لفتت نظرنا هى أن عدد الركاب كان قليلا للغاية مقارنة بسعة القطار الكبيرة، وكان الواضح تأثر الركاب بالحوادث التى شهدها خط الدمام – الرياض في الفترة الأخيرة والذى كان له تأثير واضح على اقبال الركاب على القطارات كوسيلة للتنقل، بينما العدد البسيط الذي استقل القطار وجد أنه مازال أفضل من غيره من وسائل المواصلات الأخرى، وفي محطة الاحساء بدأ عدد الركاب في الارتفاع، أما المشاهدة الثانية فهي سرعة القطار حيث كانت سرعته بطيئة للغاية ، كما كان كثير التوقف لدرجة أنه توقف بالأرقام اكثر من 7 مرات بدون أي اشعار للركاب، وهو ماأثار تذمرا واضحا بينهم حتى أن الرحلة استغرقت أربع ساعات ونصف تقريبا، ويتكون القطار من 3 درجات اولى وضيافة وسياحية، أما الركاب فهم يفضلون الجلوس في درجة الضيافة بسبب ان المقاعد فيها مريحة ويفضلونها على الدرجة الاولى، وفي رحلة العودة تم تقديم القهوة والتمر للركاب عند أذان المغرب، وبدأنا في استطلاع وجرى التعرف من الركاب على الأشياء المتوافرة بالقطار والاحتياجات التي يتطلبها لتمكين الناس من الاستمتاع برحلة اختاروها دون سواها من قضائها دون وسائل النقل الأخرى من طائرات وحافلات، وكاد الركاب يتفقون على أن مثل ما هنالك ايجابيات كثيرة وعوامل مشجعة للسفر بالقطار فإن ملاحظات عدة قال عنها الركاب الشيء الكثير تلخصت جلها في مسألة التكييف والخدمات التي يجب توافرها للركاب وتهون عليهم عناء الرحلة، وإن المقاعد الخاصة بالقطار غير مريحة، مطالبين بالنظر في هذه المشكلة خاصة أن الرحلة تستغرق ساعات طويلة، واتفقت مجموعة ممن التقت بهم "اليوم" على ضرورة إعداد دراسات مستفيضة من المسؤولين بالسكة الحديد لدراسة هذه السلبيات والعمل على علاجها بأسرع وقت ممكن حتى تعود الثقة مرة أخرى لهذه الوسيلة الحيوية، فيما رأى ركاب آخرون أن الوجبات المقدمة ليس فيها تنوع، ولا تتناسب مع أذواقهم، وانه ليس من المعقول فرض نوع طعام معين وان هناك مرضى لا يستطيعون إلا تناول طعام معين وهذا الوضع يجعلهم لا يجدون مفرا من تناول ما يعرض عليهم. --- الخطوط لم ترد تواصلت "اليوم" بدورها مع مدير العلاقات العامة والإعلام بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية محمد أبو زيد من خلال طرح تساؤلات الركاب، إلا أنه لم يتمكن من الرد على الاسئلة حتى إعداد هذا التحقيق للنشر، وستحاول الجريدة معه ومع الجهات المختصة التواصل من أجل التعرف على كل ما يختص بهذا الشأن. يذكر أن أبوزيد قال بشأن أحد الأعطاب التي أصابت القطار وأدت إلى تعطله قرابة 3 ساعات بسبب ارتفاع درجة الحرارة في محركه أثناء الرحلة من مدينة الدمام إلى الرياض : "إن هذا الخلل يعود إلى ارتفاع درجة حرارة محرك قطار الركاب رقم (3)، ما أدى إلى تعطله، وأدى هذا التعطل إلى توقفه عند الكليو 304 لمدة ثلاث ساعات تقريبا حتى وصول قاطرة إسعاف من الهفوف وفصل القاطرة المتعطلة"، نافيا أن تكون درجة الحرارة التي تمر بها المنطقة لها علاقة بذلك، وكشف أبو زيد أن القاطرات الجديدة الإسبانية ستعود للعمل بعد رمضان بعد أن يتم الانتهاء من التجارب التشغيلية بدون ركاب، ويتم السماح لها من قبل المؤسسة العامة للسكة الحديدية بالعمل مجددا. --- حاجة لدورات مياه يشار إلى أن تعطل جهاز التكييف قطار الدمامالرياض لمدة تزيد على ثلاث ساعات كاملة أثناء إحدى الرحلات قبل نحو ثلاثة أشهر، جعل الركاب يتذمرون ويشتكون لموظفي خدمات الركاب ويطالبونهم بسرعة حل المشكلة، لكن لم يجدوا حلا سوى ايقاف القطار في منطقة صحراوية لمدة تزيد على 15 دقيقة، ليتم فتح جميع أبواب القطار لدخول الهواء نظرا لعدم وجود حل آخر لديهم. الجدير بالذكر أن ذلك اليوم وافق بداية إجازة نهاية الأسبوع حيث إن كثيرا منهم من الطلاب والطالبات والموظفين وكبار السن ، الأمر الذي أدى لزيادة معاناتهم خصوصا الطلاب والطالبات بسبب الإرهاق، حيث إن معظمهم لم ينم. --------- وسائل الترفيه يشار إلى أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تعاقدت مع إحدى الشركات الاسبانية بقيمة 600 مليون ريال لتشغيل أربعة أطقم قطارات من أصل ثمانية ستضاف للرحلات اليومية، فيما يتكون طاقم القطار من كابينة قيادة أمامية وخلفية تمكنه من السير في الاتجاهين، إضافة لعدد 5 عربات منها عربة كمطعم إضافي، فيما العربات الأربع المتبقية مخصصة للركاب. وأكد بعض الركاب أن الاقبال على حجز التذاكر على متن القطار الجديد تعتبر جيدة خصوصا على الرحلات في ساعات الصباح الباكر، متوقعين أن تساهم الرحلات المضافة في جذب مزيد من العملاء لما تتمتع به القطارات الجديدة من مزايا ومواصفات متعددة على مستوى التصميم الخارجي، إضافة للداخلي الذي يتميز برحابة المقاعد وتوافر وسائل الترفيه المختلفة كخدمة الاتصال اللاسلكي وشبكة الانترنت.