سي دي .. ويندوز .. برامج ؟ كلمات يرددها عشرات الوافدين من الجنسيات الأسيوية عند دخولك إلى أيّ مجمّع تجاري مختص بأجهزة الكمبيوتر، وهم يروِّجون للبرامج المنسوخة والمقرصنة . هذه البرامج اصبحت أشبه ب"المخدرات الإلكترونية" بسبب إدمان الكثير من الشباب على إقتنائها ، والتي تفشّت لتصل استخداماتها إلى كبرى الشركات رغم مخاطرها على شبكاتها. وعند الاستجابة لهؤلاء المروجين لتلك البرامج يصحبك بعضهم إلى مستودع منزوي يعجُّ بآلاف الأقراص المتنوعة في إصداراتها وأنواعها وأهداف عملها، وتعادل تكلفة القرص الواحد منها 5 ريالات فقط مقارنة بالنسخ الأصلية التي قد يصل سعرها إلى 10 آلاف ريال. ويقرّ المستخدمون وخاصة من فئة الشباب بأن هذه الأقراص تؤدي الغرض المطلوب منها نظرا لعدم قدرة الكثيرين على دفع مبلغ يتراوح بين 800 و2000 ريال لشراء نظام تشغيل فقط او دفع 10 آلاف ريال لشراء سلسلة برامج مخصّصة لتحرير الصور . أغلب المستخدمين لديهم اعتقاد بأنهم لا يستطيعون استخدام أجهزتهم دون اللجوء إلى تنصيب البرامج المنسوخة (المقرصنة)، ويجهلون وجود العديد من المبرمجين والمبدعين والشركات يقدمون برامجهم بشكل مجاني على شبكة الإنترنت وقد يعذر هؤلاء في اختياراتهم ، لكن من غير المقبول قيام بعض الشركات بإستخدام هذه البرامج (المقرصنة) ، حتى بعد أن قامت الشركات المطورة لأنظمة التشغيل بتوفير نسخ مناسبة للشركات يمكن تنصيبها على عدة أجهزة بمبالغ معقولة بالنسبة لهم مقارنة بنسخة المستخدم الواحد، وقد تتحجّج المؤسسات المتوسطة والصغيرة بغلاء التكلفة ، لكن هذا أصبح عُذراً أقبحُ من ذنبٍ في ظل وجود أنظمة التشغيل مفتوحة المصدر لا تكلِّفهم ريالا واحدا. وما قد لا تتحمله الشركات هو ذلك الضرر الكبير الذي يمكن تسميته ب(الجرعة الزائدة المميتة) وهي إستخدام برامج مقرصنة في أداء الأعمال المتخصصة، كبرامج التصميم الخاصة بالمهندسين، والتي يمكن في أية لحظة أن يقوم البرنامج بإزالة جميع الأعمال أو منع المستخدم من الدخول على تلك التصاميم إلا في حالة استخدام النسخة الأصلية للبرنامج عبر إقتنائها. وعلى الرغم من التحذيرات والمتابعات وبرامج التوعية التي تطلقها الشركات المطورة لهذه البرامج و منظمات حماية الملكية الفكرية حول العالم للحد من هذه البرامج المنسوخة ، ما زالت الحرب قائمة بين من يقوم بنسخ تلك البرامج وكسر حمايتها عبر خلق رخص إستخدام مزوّرة ، وبين مطوري البرامج الذين يضيفون في كل تحديث لها ملف لمحاولة إقفال وتحديد عمل النسخ المقرصنة. والمفارقة ان أغلب المستخدمين لديهم اعتقاد بأنهم لا يستطيعون استخدام أجهزتهم دون اللجوء إلى تنصيب البرامج المنسوخة (المقرصنة)، ويجهلون وجود العديد من المبرمجين والمبدعين والشركات يقدمون برامجهم بشكل مجاني على شبكة الإنترنت والتي تعرف بالبرامج مفتوحة المصدر ويسمحون باستخدامها دون أي مقابل وتضاهي في مزاياها وقوّتها البرامج المدفوعة إن لم تتفوق عليها ، بل ويمكن أيضاً نسخ وتوزيع هذه البرامج للجميع ليقوم باستخدامها وكل ذلك يعتبر مشروعاً ولا يشكل أي اختراق للقانون وأعتقد أنها هي الحل لمعالجة هذا الإدمان الإلكتروني. Ahmad_Bayouni@ : تويتر