طلاب وطالبات الصف الثالث الثانوي منذ ابتداء الفصل الدراسي الأول من كل عام يبدأون الشعور بشدة القلق والتوتر لأسباب أهمها: كثرة المواد والكم الهائل من المواضيع التي يجب عليهم استذكارها، الحفاظ على درجات في كل المواد بحيث تمكنه من النجاح، الحرص على الحصول على قبول من جامعة. وبعد الانتهاء من اختبارات الثانوية العامة.. بعد ذلك يواجه الذين نجحوا في الثانوية معضلة أكثر صعوبة، وهي لكي يتمكن الطالب من الحصول على قبول بإحدى الجامعات المحلية أو الحصول على بعثة للدراسة خارج المملكة فيتحتم عليه بالإضافة للثانوية العامة الحصول على علامات عالية أيضاً في اختبارين آخرين وهما الاختبار التحصيلي خلال فترة زمنية قصيرة. أما بالنسبة للاختبار التحصيلي فيتم اختبار مدى قدرة الطالب على استيعاب ما درسه في المواد العلمية خلال الثلاث سنوات الماضية. بينما الغرض من اختبار القدرات هو معرفة القدرة اللغوية والكمية للطالب.. والأمر الملاحظ أن طلاب مرحلة الثانوية العامة عندنا يُقحمون بأعباء أكثر مما قد يتحملونه وربما أكثر من طلاب أي دولة في العالم. فمثلاً نظراؤهم من الطلاب في العالم الغربي المتقدمون للحصول على قبول للدخول في الجامعات المطلوب منهم: (1) تقديم نتيجة الثانوية العامة، (2) علامة اختبار القدرات، (3) خطابان أو ثلاثة تزكية من أعضاء هيئة التدريس في المرحلة الثانوية، (4) خطاب من الطالب يوضح فيه سبب رغبته الدراسة في الجامعة التي اختارها وعن سبب اختياره للتخصص.. أما قرار قبول الطالب فيختلف من جامعة لأخرى وأيضاَ من كلية لأخرى. وغالباَ ما يتم اتخاذ قرار القبول بناءَ على حزمة المعايير الأربعة بحيث يتم تحديد نسبة مئوية لكل معيار. على سبيل المثال إحدى الجامعات قد توزع النسب المئوية لكل معيار بحيث تكون: نتيجة الثانوية العامة [50%]، علامة اختبار القدرات [30%]، خطابا التزكية [10%]، وخطاب الطالب [10%]. هذا بالإضافة إلى أن بعض الجامعات الأمريكية المرموقة تحرص في إجراءات قبول الطلاب على تنوع الخلفية العرقية والإثنية والدينية والثقافية. على سبيل المثال ربما احدى الجامعات تحدد نسبا مئوية لقبول الطلاب بحيث: يتم قبول [50%] من الطلاب بموجب شروط القبول التي تطبقها الجامعة، بينما تتساهل نسبيا في قبول [50%] الآخرين حيث ان الجامعة ستبذل جهدا فائقا لتصقل هؤلاء الطلاب وتجعلهم روادا في مجالاتهم، مثلاَ [20%] لقبول الطلاب أبناء كبار الشخصيات في الدولة نفسها، [20%] لقبول أبناء كبار الشخصيات في العالم، [5%] لقبول الطلاب أبناء الأقليات في الدولة، و[5%] لقبول الطلاب الموهوبين في المجالات غير الأكاديمية كالرياضة والفن وغيرها. ولا بد من التنويه هنا بأن جامعتنا المفروض أن تكون غير ملزمة بتوفير مقعد لكل خريجي الثانوية العامة؛ فعلى سبيل المثال الجامعات البريطانية لا تقبل أكثر من [30%] من خريجي الثانوية العامة والباقون يتجهون إلى المجالات الأخرى التي يحتاج إليها المجتمع.