حان موعد الاختبار النهائي، أزفت ساعة الحقيقة، اقترب ما حسبناه قبل ثلاثة اسابيع بعيدا. للمرة الاولى في تاريخ البطولة الأوروبية يجمع النهائي الطرفين الإسباني والإيطالي وللمرة الرابعة تكون المباراة النهائية فرصة للقاء ثان بين منتخبين جمعتهما قرعة الدور الاول في مجموعة واحدة. في المناسبات الثلاث السابقة كان الفوز والخسارة عنوان نتائج المباريات الست. في ألمانيا ثمانية وثمانين فاز الاتحاد السوفييتي وتُوج الهولندي لاحقا. في انجلترا ستة وتسعين فازت ألمانيا مرتين على جمهورية التشيك وأخيرا قبل ثمانية أعوام في البرتغال خسر أصحاب الارض مرتين أمام "مُفسد مفاهيم اللعب الجميل" منتخب اليونان. لكن اللقاء هذه المرة في الدور الاول بين الاسباني والإيطالي انتهى بالتعادل وقبلها باربعة اعوام كان التعادل حاضرا بين المنتخبين في الدور ربع النهائي وهذا كله يعني التقارب الشديد بين المنتخبين. لا احسب هذا التقارب واقعيا فالتأهل الإيطالي كان فأل خير على الإسبان ولو لم يسبق لهم قط أن هزموا الطليان في تاريخ البطولات الكبرى من كأس العالم الى النهائيات الاوروبية. خسرت المانيا امام ايطاليا لثلاثة أسباب كلها غائبة عن فلسفة الإسباني في هذه البطولة. فازت إيطاليا بسبب قرار المدرب واكيم لوف في اختيار التشكيلة. في المقابل فيسينتي ديل بوسكي خياراته محدودة جدا في مثل هذه التغييرات وهو أمام خيارين إما اعتماد فيرناندو توريس او اعتماد نظرية كل لاعب في منطقة وسط الخصم هو مهاجم، وهذا يعني أن الإسباني لن يُجري من تغييرات كرد فعل للفعل الإيطالي بمعنى ثان تعيين لاعب مسؤول لاحتواء مايسترو الوسط الإيطالي اندريه بيرلو مثلما فعل الألمان. فازت إيطاليا بخطأين قاتلين للمبدع الألماني ماتس هوميلس، ويكفي التذكير أن إسبانيا في خمس مباريات لم يدخل مرماها سوى هدف ولو جاء بلمسة إيطالي فضحه التعب أمام ألمانيا فأضاع فرصة أسهل من تلك التي سجل منها في مرمى إيكر كاسياس، وهذا يقودنا للسبب الثالث في تفوق الإسباني في مباراة اليوم، ألا وهو الحارس كاسياس الذي كان قولا وفعلا وعند الأوقات العصيبة حاضرا أيما حضور ولهذا ظلت إسبانيا واقفة على قدميها عندما تأخرت وعندما تعادلت وعندما حافظت على انتصاراتها وحتى عندما جاءت ضربات الجزاء الترجيحية. صحيح أنني اخطأت بالقول ان النهائي ألماني إٍسباني في وقت سباق، لكنني أقول في المقال الأخير مبروك إسبانيا وكل بطولة أوروبية والعالم العربي بألف خير خصوصا اولئك الذين قرروا العمل عوضا عن الجلوس كمتفرجين.