ما تكشفه لنا الاحداث عن الرؤساء الذين رحلهم شعبهم عن مقاعد الحكم مخجلة في بعض حالاتها ومؤلمة لدرجة انها تضحك وتبكي وكادت الشعوب ان تصاب بالهستيريا جراء ما تشاهد وتسمع عن حالات من السرقات وهذه الحالات لم تذكرني الا بجزء من احدى مسرحيات عادل إمام وهو يدعو للرئيس بأدعية بسيطة تشكل الامنيات التي يتمناها الانسان الفقير الذي تكون الفراوله وكيلو الكباب حلما بعيد المنال بالنسبة له. سأنقل لكم بعض تلك الادعية. اللهم كتر فيتامينات الريس واكله كباب وكفتة.. عايز كباب ياخد.. عايز سلطات ياخد.. وادي له طحينة اللهم اطحن الزعيم وادي له طرشي.. اللهم ادي له جرجير.. اللهم جرجره!! اللهم ادي له بطيخ من غير بزر.. كنا نضحك ولانزال على هذا المقطع نضحك من شدة الالم ولكن يبدو ان الدعاء قد تحقق في بعض اجزائه واخشى ان يتحقق الجزء الآخر من دعاء عادل إمام عندما قال : اللهم موت الشعوب كلها عشان الرؤساء يصحوا الصبح مايلاقوش حد يحكموه!! تلك السخرية المرة بل الشديدة المرارة انقلبت رأسا على عقب فلم تمت الشعوب بل كأنها دبت فيها حياة جديدة من مكمن الالم فانتفضت رافضة الظلم والقهرتلك السخرية المرة بل الشديدة المرارة انقلبت رأسا على عقب فلم تمت الشعوب بل كأنها دبت فيها حياة جديدة من مكمن الالم فانتفضت رافضة الظلم والقهر والسلطة الغريبة التي مارسها الرؤساء على الشعوب حتى وصلت الى درجة اختناق تلك الشعوب بشربة الماء التي يشربونها. ما يحدث اليوم غريب عجيب أكثره ايجابي واقله سلبي وكل ما نتمناه ان تختنق الشعوب بيدها عندما تخرج الامور عن السيطرة او عندما يبالغ البعض في المطالب والمحاسبات وعندما لا يكون هناك سقف واضح المعالم والمقاييس أمام الجماهير العريضة في كل مكان، واذا كان رضا الناس غاية لا تدرك وهم في حال حسنة من الامان والطمأنينة فكيف بهم اذا كانوا في حالة هياج وثورة.. اختلط فيها الحق بشبيهه وضده. واختلطت بتأثير منها ما نراه وما نقرأه وسائل الإعلام المختلفة ووسائل الاتصال الأخرى وهي تجمع بين الحقائق والاكاذيب والمبالغات الساخرة والنكات اللاذعة فصرنا بحاجة لعقولنا حتى لا تزيغ من كثرة ما نعيشه من متناقضات نسأل الله بعدها ان يشملنا جميعا برحمته وان يبسط على الشعوب جزءا من عدله وينزل عليها السكينة والطمأنينة ويوصلها الى شواطىء الامان والعزة والكرامة. [email protected]