للإ سكان مغناطيس كما للحديد يجر البشر جراً. أمّا «مغناطيس» الاسكان فهو فرص الرزق والتكسب، فجبل الظهران كان في سابق العصر والأوان مساحة للصيد والقنص، والآن أصبح حاضنة لأكبر شركة نفط حكومية في العالم ولجامعة يشار لها بالبنان. وبسبب مغناطيس النفط بُنيت «الكامبات» للعمال ثم المساكن والأحياء الأنيقة. وتوالت القِصة حتى سحب مغناطيس النفط مئات الآلاف من البشر للعيش في مدن كانت مساحاتها صحراء ناعسة لم تمتد لها يد الإنسان بتنمية من أيِّ نوعٍ يُذكر منذ أن خلقها الباري جلّت قدرته. وليس من شك أن قرارات التنمية الحصرية والإجراءات الحكومية مؤثرة، ولكن الشرط السابق والضروري لقيام أية تنمية حضرية مستدامة أمور منها توفّر فُرص الكسب والعيش.. حالياً استصنعت الحكومة مغناطيسات في العديد من المدن والبلدات بإنشائها المدن الجامعية. أدرك أن المدينة الجامعية قد لا تكون مغناطيساً قادراً على الجذب بما يكفيوالآن، فإن تشييد ملايين المساكن للسعوديين أمرٌ مهم وضروري جداً، ولكن لابد لكل أسرة من دخلٍ يُقيم أوَدها ويحقق لها الاستقرار والاستقلال، بمعنى إننا قبل حتى مجرد التفكير في امر السكن فلا بدّ أن نتعامل مع كيف سيدفع من سيسكن في السكن في حال قيامه بفواتير الأثاث والطعام والشراب والكهرباء والماء والهاتف. وليس هذا مطلباً مستحيلا؛ فهو ينطوي على إيجاد بيئة جاذبة تولِّد فرصَ عملٍ واستثمار، أي لابد من استزراع او استصناع «مغناطيس» يحرِّك الاقتصاد المحلي للبلدة الجديدة، والأمر ليس جديداً على حكومتنا، فهناك تجربة النفط كأداة للتنمية الحضرية ونلمسها في طول البلاد وعرضها ،وبالأخص حاضرة الدمام (الدمام-الخبر-الظهران). وحالياً، استصنعت الحكومة مغناطيسات في العديد من المدن والبلدات بإنشائها المدن الجامعية. أدرك أن المدينة الجامعية قد لا تكون مغناطيساً قادراً على الجذب بما يكفي، لكن تلك المدن بالقطع بداية ملائمة لتكون نواة لتنمية وإزدهار حضري ،ولكن بإشتراطات؛ أن تضع الإدارة المحلية في البلدة أو المدينة التي تقام بها مدينة جامعية جديدة مخططاً حضرياً مرتكزه المدينة الجامعية وعماده بناء اقتصاد محلّي متنوّع ومبدع. وبالتأكيد، فإنّ مساهمة كل وزارة من الوزارات في مجال اختصاصها لتحقيق المخططات الحضرية وتنفيذها تنفيذا ناجزاً لا تأخير فيه ولا تجاوز للتكلفة، بما في ذلك وزارة الاسكان بمساكنها، ووزارة الشئون البلدية والقروية ببُنيتها التحتية وشوارعها وحدائقها ومسطحاتها المائية والجمالية، وبقية الوزارات والمصالح الحكومية..كل ذلك سيوجد «مغناطيسات» من أحجام وقوى متفاوتة تكفي لجعل تلك المدن والبلدات مزدهرة، وسكانها يعيشون في بيوت سعيدة بوسع ساكنيها دفع تكاليف حياتهم من كدهم ونظير ما يسكبونه من أعمال مفيدة يقومون بها.. توتير: @ihsanbuhulaiga