رغم استمتاع الجماهير بمباريات الدور الأول من بطولة كأس الأمم الأوروبية إلا أنني حتى الآن لم أشعر بالإثارة في أي من مباريات هذه البطولة، ولم يقنعني سوى ثلاثة منتخبات فقط هي ألمانيا والبرتغال وكرواتيا. ولكن لسوء الحظ ودعت كرواتيا منافسات البطولة، أما ألمانيا والبرتغال فسأفاجأ كثيرًا لو لم تتأهلا للدور قبل النهائي. ورغم أنني لدي بعض التحفظات على المنتخب الألماني، فإنني أراه في الموقف الأفضل لتطوير نفسه. فكل ما عليه هو أن يكون مباشرًا بشكل أكبر أمام المرمى. وكان من المتوقع أن تتأهل المنتخبات الكبيرة مثل أسبانيا لدور الثمانية، ولكن المفاجئ في الأمر هو أن تأهّلهم جاء بصعوبة. كانت كرواتيا ندًا حقيقيًا لأبطال العالم وأوروبا، وأسبانيا، وكانت تستحق الوصول لدور الثمانية. ولكنها فشلت مثل آخرين في استغلال الفرص التهديفية العديدة التي سنحت لها. وكان من الكافي بالنسبة لكرواتيا أن تطوق لاعب خط الوسط الأسباني تشافي وأن تعيّن له رقابة لصيقة لكي يعاني منتخب أسبانيا كله، وبصفة عامة فإن المنتخب الأسباني لم يتمكّن من الوصول لمستواه المعهود حتى الآن. وكالعادة تنتمي إيطاليا إلى قائمة الفرق المرشحة لإحراز اللقب. فإذا أخذنا بعين الاعتبار كل الاضطرابات التي تعرّض لها الفريق بسبب تحقيقات الشرطة والاعتقالات التي جرت على خلفية فضيحة المراهنات فعلي أن أقول إن وصولهم إلى دور الثمانية يعتبر إنجازًا يستحق الاحترام. من وجهة نظر ألمانية، إنني سعيد لأننا لن نواجه أسبانيا الآن سوى في النهائي.. هذا بالتأكيد في حالة وصول الفريقين إلى هذا الدور. حيث إن مباريات دور المجموعات كانت متقاربة المستوى وكان يمكن لألمانيا وأسبانيا أيضًا، وليس وصيفة العالم هولندا وحسب، أن تودعا منافسات يورو 2012. والكثير من الناس، من بينهم لاعب بايرن ميونيخ السابق محمد شول الذي يعمل حاليًا معلقًا رياضيًا بالتليفزيون الألماني، يرون أنه من السخف أن تخرج روسيا من يورو 2012 وتتأهل اليونان لدور الثمانية بنفس رصيد النقاط في الوقت الذي تتفوّق فيه روسيا بفارق الأهداف برصيد 5/3 مقابل 3/3 لليونان. ولكن بعكس بطولات كأس العالم فإن نتيجة المواجهات المباشرة هي التي تحسم الترتيب النهائي للمجموعات في بطولات يورو ، وروسيا خسرت أمام اليونان. كان من المؤسف فشل الدولة المضيفة ليورو 2012، بولندا، في التأهل لدور الثمانية. فعندما تستضيف بطولة أوروبية على أرضك ويكون كل الجمهور وراءك، فإنك تحاول حقًا تذليل كل العقبات. ولكن في النهاية لم يكن ذلك كافيًا بالنسبة لبولندا ولم يتمكن لاعبوها من تحمل الضغوط. أما منتخب هولندا، فقد كانت العودة إلى بلاده دون إحراز أي نقاط فشلًا ذريعًا بالنسبة للفريق. لا أريد أن أقول شيئًا عن مارك فان بوميل الذي تقدّم كثيرًا في السن ببلوغه 35 عامًا. ولكن كلاس - يان هونتيلار هداف الدوري الألماني وروبين فان بيرسي هداف الدوري الإنجليزي وأريين روبين جميعهم في عنفوان الشباب. وهكذا استفادت البرتغال من ذلك الوضع، حيث أثبت كريستيانو رونالدو من خلال قيادته بلاده للفوز 2/1 على هولندا أن منتقديه كانوا مخطئين عندما قالوا إنه ليس بإمكانه اللعب بنفس المستوى الذي ظهر به مع فريقه ريال مدريد هذا الموسم. ولكن أمام كرواتيا، استبدل ديل بوسكي توريس من جديد وإن كان هذا التصرّف كان مبررًا لمنح فريقه الفرصة لإحكام قبضته بشكل أكبر على خط الوسط. وإن عاجلًا أو آجلًا دائمًا ما تبدو أسبانيا قادرة على تسجيل الهدف المنشود، وكان الفضل هذه المرة للاعب الوسط القصير خيسوس نافاس الذي شارك في المباراة بدلًا من توريس. من ناحية أخرى نجح الدنماركيون في تحقيق التفوق العددي أمام ألمانيا، على الطريقة الأسبانية إلى حد كبير، لغلق أي مساحات أمام اللاعب الألماني الموهوب مسعود أوزيل (لاعب ريال مدريد الأسباني). ولكن هذا الأمر لا يهم كثيرًا إذا قررت عدم الاحتكاك مع الألمان وتركتهم يمررون الكرة كثيرًا. فعندما أكتفي بمراقبة الخصم دون محاولة استخلاص الكرة منه فلا حاجة بي إذًا للتفوق العددي حول الكرة. وكانت المجموعة الرابعة في 2012 مدعاة للأسف على مستوى كرة القدم، حيث تأهل المنتخبان الإنجليزي والفرنسي لدور الثمانية بعدما قدّما أسوأ مباريات البطولة في تعادلهما 1/1. وإن كانت أهداف داني ويلبيك وآندي كارول وثيو والكوت التي قادت إنجلترا للفوز 3/2 على السويد جاءت رائعة حقًا. بينما كان فوز إنجلترا 1/صفر على أوكرانيا بهدف للنجم واين روني لاذع المذاق. فقد ودّعت أوكرانيا منافسات البطولة الأوروبية وهي تشعر بأنها سلبت حقها بعدم احتساب هدف اللاعب ماركو ديفيتش رغم تجاوز الكرة خط المرمى الإنجليزي. ورغم أن الحكم المساعد كان يقف في مكان جيد يتيح له رؤية خط المرمى بكل وضوح فهو لم يرَ أن الكرة، واسمحوا لي بالمبالغة، تجاوزت خط المرمى بميل كامل تقريبًا!