يؤكد خبراء تقنية ان الكمبيوترات المزودة بأقراص «SSD» باتت تشهد رواجا في أوساط المستهلكين حاليا رغم ارتفاع أسعارها وقلة مساحاتها التخزينية نسبيا. وتوقعوا أن تبدأ الأقراص الصلبة التي تستخدم شرائح ذاكرة الفلاش من نوع «SSD « بمنافسة الأقراص الصلبة العادية «HDD» في سوق الكمبيوتر اعتبارا من العام المقبل. وتتميز أقراص «SSD» عن « HDD» بأنه يمكن الاعتماد عليها بشكل أكبر، فبالإضافة إلى عدم احتواءها على قطع ميكانيكية، تعمل النسخ الجديدة منها بتكنولوجيا تتيح تصحيح أخطاء البيانات المنقولة، ولديها القدرة على حفظ المعلومات لمدة 10 سنوات دون أي خلل. وتعتبر الأقراص الصلبة «Solid State Drives» أسرع كثيرا من الأقراص التقليدية «Hard Disk Drive» في الوصول للبيانات، حيث تصل سرعة القراءة فيها إلى أضعاف سرعة القراءة في «HDD» ، وبالتالي تعطي هذه الميزة سرعة أكبر في التحميل أو تشغيل الكمبيوتر «Boot Time «، والسرعة ليست الميزة الوحيدة لهذه الأقراص، فهي لا تحتوي على أي أجزاء ميكانيكية، وبالتالي فهي هادئة في عملها ولا تصدر أي ضوضاء. كما أن استهلاكها الطاقة أقل كثيراً من الأقراص التقليدية نظراً لعدم احتوائها على أقراص دورانية، وتتميز بتحملها الصدمات. تعتبر أقراص»SSD» مرتفعة التكلفة مقارنة بالأقراص الصلبة التقليدية، ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الخام الداخلة في تصنيعها لتشكل ثورة جديدة في عالم الأقراص التخزينية. وأوضح الخبير التقني سعيد العمودي انه بإمكان جهاز كمبيوتر يعمل بقرص «SSD» أن ينفذ التحميل الأولي لنظام التشغيل ‹›ويندوز» بفترة لا تتجاوز 35 ثانية. كما أن بإمكانه تحقيق سرعة وصول إلى الملفات تبلغ 0,012 من الثانية، مقارنة بسرعة تحميل قدرها 55 ثانية، وسرعة وصول إلى الملفات تقدر ب «19,0» من الثانية بالنسبة للأقراص الصلبة «HDD»، أي أن سرعة الأقراص القديمة «HDD» في عملية القراءة تتراوح بين 34 و60 ميغا بايت في الثانية، وسرعة عملية الكتابة بين 45 و 64 ميغا بايت في الثانية، على عكس أقراص «SSD « التي تقدر سرعة القراءة فيها بما يقارب 280 ميغا بايت إلى 410 ميغا بايتات، وسرعة عملية الكتابة تتراوح بين 400 ميغا بايت و 510 ميغا بايتات. من جانبه أشار محمد عوض المختص في صيانة أجهزة الكمبيوتر إلى أن السبب في عدم انتشار اقراص «SSD» بشكل كبير حتى الآن هو التكلفة المرتفعة لها، إذ تصل تكلفة القرص الواحد بمساحة 128 جيجا بايت الى أكثر من 1000 ريال ، بينما يبلغ سعر قرص «HDD» التقليدي بمساحة 500 جيجا بايت نحو 300 ريال، لذلك يصعب أن يقتنع المستهلك بشراء قرص بمساحة أصغر وسعر أعلى حتى وإن تم اقناعه بالمميزات والمواصفات. كما أن الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر تتجنب وضع أقراص»SSD « بسبب كلفتها العالية، وتعتمد على الأقراص التقليدية الشائعة لتخفيض أسعار منتجاتها والمنافسة. وتابع «تعتبر أقراص (SSD) مرتفعة التكلفة مقارنة بالأقراص الصلبة التقليدية، ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الخام الداخلة في تصنيعها لتشكل ثورة جديدة في عالم الاقراص التخزينية، ما يعني وجود تكاليف عالية تنفق على الأبحاث وأعمال التطوير للتقنية التي لابد ان تنعكس في المحصلة النهائية على سعر الوحدة للمستهلك». ولفت عوض إلى أن السعة تشكل عقبة مؤقتة لهذه التقنية الحديثة, فالسعات المتوافرة مازالت أقل من المتاح في حالة الأقراص الصلبة التقليدية وإن كان من المتوقع أن تختفي هذه العقبة في وقت قريب للغاية مع التطور المستمر للتقنية. كما ان بعض وحدات التخزين لا تتوافق حتى الآن مع الكثير من الأجهزة اللوحية والهواتف كونها تتطلب معالجات وأداء أسرع. وفي سياق متصل بينت دراسة قام بها باحثون من معهد جورجيا للتكنولوجيا وشركة «NEC» أن الذاكرات من نوع فلاش وذاكرات «SSD» المستخدمة في الهواتف الذكية والحواسب اللوحية يمكن أن تكون أحد الأسباب الرئيسة في الأداء السيئ لتصفح الإنترنت وقراءة البريد الالكتروني وتشغيل الألعاب وحتى تطبيقات الشبكات الاجتماعية. وذكرت الدراسة أن المستخدمين عادة يشيرون إلى المعالج وسرعة الاتصال بالشبكة كأهم سبب من أسباب الأداء الضعيف لعمل لهاتف الذكي، واختبر الباحثون مجموعة من أقراص «SSD» بسعة 16 جيجابايت والمدمجة في عدد من هواتف أندرويد، ووجدوا أن الأداء عبر الاتصال اللاسلكي «واي فاي» قد انخفض بنسبة تتراوح بين 10 بالمائة و 30 بالمائة بين تطبيقات الهاتف المختلفة. فيما توقع تقرير أصدرته شركة «Research and Market « وصول مبيعات الأقراص الصلبة القائمة على ذاكرة الفلاش «SSD» الى 43 مليون وحدة بحلول العام المقبل 2013.