[ديل بوسكي أشجع مدرب في العالم!!!] من دون أي مقدّمات فيسينتي ديل بوسكي على مشارف حركة تطبيقية رائدة في عالم الكرة إذا ما نجحت بتتويج أسبانيا بلقب بطولة الأمم الاوروبية فإنه سيكون بمعية المدرب بيبي جوارديولا قد وضعا بداية لخطة جديدة لم تعرفها الكرة الحديثة على الاقل عمليًا، تمامًا مثلما وضعت البرازيل اواخر خمسينيات القرن الماضي ما يُعرف بخطة اربعة اثنين اربعة وما أهدته هولندا للعالم أجمع في السبعينات من مفاهيم الكرة الشاملة وما قدّمته المانيا ببصمة فرانز بيكنباور بما يعرف بالليبرو الحر. الفكرة تقضي بالقضاء على ما يُسمى رأس الحربة في خط الهجوم على ان يكون ستة لاعبين هم رأس حربة يتبادلون هذا الدور على مدار تسعين دقيقة. هذا ما حاول فعله جوارديولا وكاد يقطف ثمار محاولته فيسبق حتى ديل بوسكي لولا اصابة دافيد فيا واخفاق رفاقه في الحفاظ الموسم المنصرم على ما حققوه قبل موسمين الأمر الذي أدى الى رحيل جوارديولا وتجميد تفعيل المزيد من محاولات الإبداع في التنفيذ. ديل بوسكي لم يعُد بحاجة لأن يحقق أي لقب فهو قريبًا مغادر مهامه التدريبية ولهذا ربما اراد ان يجعل من حضوره في هذه البطولة الأوروبية تاريخًا يتحدث عنه العالم لخمسين عامًا مقبلة. ديل بوسكي استفاد مما زرعه جوارديولا من مفاهيم الحفاظ على الكرة والمناولات المتقنة القصيرة والتبادل المتواصل للمراكز ومحاولة رمي الكرة صوب الفراغات لا صوب اللاعبين الزملاء ناهيك عن رفع معدلات اللياقة البدنية لأي لاعب يريد ان يكون اساسيًا في التشكيلة "الكاتالونية". ومما دفع "المدفعجي" ديل بوسكي اكثر فأكثر في محاولة هذه التجربة أن فيا فعلًا لم يكن في التشكيلة وبالتالي المهاجم الصريح غائب فمن يلومه اذا ما اراد ان يفعل ما يريد وهو الذي لم يخسر مباراة واحدة هذا العام؟. التجربة امام ايطاليا كانت تجربة رائعة خصوصًا ان الاسباني نجح في ان يستعيد زمام المبادرة بالتسجيل بعدما كان هو المتأخر أولًا بشكل مخالف تمامًا لمعظم مجريات المباراة. ديل بوسكي عندما وجد حالة التعادل قائمة اراد ان يترك لنفسه هامشًا يدافع به عن نفسه اذا ما سوّلت لنفس اسبانية صحافية كانت ام شعبية بتوجيه انتقاد لطريقته الجديدة، فاستعان بالمهاجم او بشكل ادق ما تبقى من شبح المهاجم فيرناندو توريس فأثبت الأخير صحة الرأي الفني لناديه تشلسي عندما منعه الكادر التدريبي من تسديد احدى الضربات الترجيحية في نهائي دوري أبطال اوروبا امام بايرن ميوينخ لأنه ببساطة يحتاج الى معجزة ليستعيد ثقته بنفسه، ولو انه كان "نفسه" توريس الذي سجل في المباراة النهائية في المرمى الألماني قبل اربعة اعوام لكانت إسبانيا اليوم تحمد الله على اصابة فيا وعودة توريس. يبقى السؤال الأهم الذي سنعرفه بعد يومين هل سيملك ديل بوسكي ما يكفي من شجاعة للمواصلة بهذا الأسلوب أم يتردد فيكون الأسباني مرشحًا قد يدافع عن لقبه او قد لا يكون. أسبانيا ما زالت تملك ان تكون أول منتخب يحقق اللقب الاوروبي مرتين متتاليتين لكن ديل بوسكي رفع سقف التحديات امام اسبانيا كلها وليس هناك افضل من هدية يقدّمها المنتخب من جهة للأمة الاسبانية في هذا الوقت العصيب حيث السيولة المالية تكاد تنفد من المصارف ومن جهة اخرى يقدم ديل بوسكي هدية لكل العالم بفكرة جديدة اشتاقت لها ملاعب الكرة منذ زمن بعيد.