[كأس الأمم الأورو.. أفريقية.. اللاتينية.. العربية] غريبة كيف يصغر العالم فجأة، فالغربة لم تعد مريرة مثل الثمانينات، فأخبار قريتك تعرفها أولا بأول اينما كنت، ووجبتك المفضلة تأكلها أينما حللت، وبرنامجك المفضل تشاهده في أي غرفة كنت.. فالعولمة سيطرت على كل شيء، حتى على الملاعب الكروية. انطلقت نهائيات كأس الامم الاوروبية في بولندا واوكرانيا، وهي من المفترض ان تكون أوروبية، أي بين الاوروبيين فحسب، لكننا سنتفاجأ من حجم تمثيل كل القارات في هذه المسابقة، والد النجم الانجليزي ثيو والكوت وعائلته قرروا مقاطعة النهائيات بعدم الذهاب الى بولندا واوكرانيا لانهما أكثر بقعتين في أوروبا عنصرية، وهو ما يخشى منه النجم الايطالي ماريو بالوتيلي الذي هدد ب»قتل» كل من يرمي عليه موزة او يهينه بسبب لون بشرته. قد تكون هذه ردود فعل مبالغاً بها بعض الشيء، لكن هذا لا يمنع من وجود نزعات عنصرية في البلدين المضيفين، رغم ان غالبية المنتخبات المشاركة في النهائيات تضم لاعبين من أصول غير بلدانها، على غرار المنتخب الفرنسي الذي أحرز أبرز انجازاته التاريخية بفضل أفارقه السمر وعربه الشمال افريقيين، واليوم سيدخل النهائيات بأربعة نجوم من أصول عربية هم عادل رامي المغربي، والجزائريان سمير نصري وكريم بنزيمة والتونسي حاتم بنعرفة، عدا عن ذوي الاصول الافريقية، في حين لم يمر على المنتخب الالماني مجموعة كبيرة من غير الالمان الاصليين مثل هذه المجموعة التي شاركت في مونديال 2010 وتشارك في هذه النهائيات، ومنها التونسي الاصل سامي خضيرة والتركي مسعود أوزيل والغاني الوالد جيروم بواتينغ حتى ان والد هدافه ماريو غوميز اسباني من مدينة غرناطة، بالاضافة الى هدافيه الآخرين كلوزه وبودولسكي وهما من أصول بولندية. فكرة العنصرية ستتلاشى تدريجياً باقتحام العنصر غير الاصلي في منتخبات شرق أوروبية او اسكندنافية لم يتوقع أحد ان تستسلم للمتطلبات الكروية، فالمنتخب التشيكي يشرك معه للمرة الاولى في تاريخه لاعبا من أصول افريقية هو المدافع الايمن الاثيوبي الاصل ثيودور غبري سيلاسي، فيما سيشرك المنتخب الدنماركي الايفواري الاصل يوريس اوكوسي، حتى المنتخب السويدي سيكون معه الايراني الاصل جهرنغ صفري. لايطاليا لاعبان افريقيا الاصل هما المشاكس ماريو بالوتيلي ذو الاصول الغانية، والنيجيري الاصل انجيلو اوغبونا، ونذّكر أيضاً بعرب هولندا خالد بلحروز وابراهيم افيلاي المغربيي الاصل. اللاتينيون متواجدون بوفرة أيضاً، كالبرازيلي ادواردو مع كرواتيا ومواطنه بيبي مع البرتغال ومجموعة من لاعبي الجزر الكاريبي مثل السورينام المنتشرين مع المنتخب الهولندي، وناني نجم البرتغال من جزيرة الرأس الاخضر. سنكتشف في النهاية ان العالم كله سيشاهد هذه النهائيات ليس لانها ستكون مثيرة بل لان فيها من ننتمي اليه، وقد يشجع البعض على أهواء من يشجع من فرق الاندية ولأي منتخب يلعب نجومها، أو ببساطة لان هذا المنتخب يحوي لاعبين عرباً أو مسلمين... انها كأس الامم الاورو... افريقية... اللاتينية... العربية.