يبدوا أن العنصرية قررت ان تكون من العناوين الاساسية لنهائيات كأس اوروبا 2012 حتى قبل انطلاق صافرة البداية مساء اليوم الجمعة، وذلك بعد التصريح الذي ادلى به قائد المنتخب الهولندي مارك فان بومل حيث استنكر "صرخات القرود" التي وجهها بعض الحاضرين في المدرجات خلال تمارين "البرتقالي" في كراكوفا البولندية. "لقد سمعنا جميعا صرخات القرود (خلال حصة تمارين مفتوحة امام الجمهور في كراكوفا امس الاول الاربعاء)، لا يمكننا ان نقبل بهذا الامر"، هذا ما قاله فان بومل الى الصحيفة الهولندية "دي تيليغراف"، مضيفا "اذا واجه احد منا هذه الصرخات خلال البطولة سنتوجه مباشرة الى الحكم من اجل ان نطلب منه التدخل". واصدر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم لاحقا بيانا اشار فيه الى علمه بالمخالفات العنصرية الفردية التي حصلت خلال تمارين المنتخب الهولندي لكنه لم يتلق اي شكوى رسمية من الاخير. وكان رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني ذكر الاربعاء خلال مؤتمر صحافي عشية انطلاق البطولة القارية التي تحتضنها بولندا واوكرانيا حتى الاول من تموز/يوليو، بان اتحاده اتخذ اجراءات هامة منذ عامين، مضيفا "لقد منحنا الحكام الاذن بتعليق المباراة موقتا (في حال الهتافات العنصرية) من اجل اصدار اعلان في الملعب للدعوة من اجل التوقف عن هذا الامر قبل معاودة اللعب، او حتى ايقاف المباراة بشكل نهائي في حال العنصرية. وسنساندهم (للحكام) في حال قرروا ايقاف المباراة". بالوتيلي سيترك ارضية الملعب وتسبب مهاجم المنتخب الايطالي ماريو بالوتيلي، الغاني الاصل، بجدل حول ما يجب على اللاعبين السود القيام به في حال تعرضهم لهتافات عنصرية، وذلك بتصريحه لمجلة "فرانس فوتبول" بانه سيترك الملعب في حال اختبر امرا مماثلا خلال كأس اوروبا. ورد بلاتيني على ما قاله بالوتيلي، قائلا "وحده الحكم باستطاعته ايقاف المباراة، سيحصل (اللاعب) على انذار في حال قرر ترك الملعب بقرار شخصي". ولن يكون بالوتيلي اللاعب الوحيد الذي سيترك ارضية الملعب في حال تعرض لهتافات عنصرية خلال مباريات منتخب ايطاليا، لان اللاعبين والطاقم الفني في "ازوري" سيساندون مهاجم مانشستر سيتي الانكليزي، وهذا ما اكده مدرب المنتخب تشيزاري برانديلي بقوله: "اذا كانت هناك هتافات عنصرية ضد بالوتيلي سنترك جميعنا مقاعد الاحتياط والدخول الى ارضية الملعب، سنفعل شيئا ما من اجله". من جهته اشار حارس المنتخب الانكليزي جو هارت ان احدا من زملائه سيتخذ قرارا منفردا بترك ارضية الملعب في حال تعرضه لاهانات عنصرية، مؤكدا بان زملاءه سيتركون الامر لحكم المباراة من اجل اتخاذ القرار المناسب. القرار بيد الحكم وتابع هارت، زميل بالوتيلي في مانشستر سيتي: "امل ان لا نختبر هذا الامر بتاتا. لكن القرار يعود الى الحكم. لا يمكن ان يطبق كل منا قوانينه الخاصة، اذا قرر الحكم ترك الملعب فسنلحق به. نصحيتنا هي الاكمال (المباراة) ورؤية كيف سيتصرف الحكم. ليس من واجبنا الانشغال بهذه المسألة. انه امر من صلاحية الحكام والاتحاد الاوروبي لكرة القدم". وكان الانكليز اول من يتخذ قرارات بشأن مسألة العنصرية في كل من بولندا واوكرانيا، اذ انضمت عائلة لاعب "الاسود الثلاثة" الواعد اليكس اوكسلايد-تشامبرلاين الى عائلة زميله في ارسنال تيو والكوت وقررت عدم السفر معه تخوفا من التهديدات العنصرية. وكان مدرب انكلترا الجديد روي هودجسون استدعى اوكسلايد-تشامبرلاين البالغ من العمر 18 عاما فقط الى التشكيلة التي ستخوض نهائيات كأس اوروبا، لكن لاعب وسط ارسنال الشاب لن يحظى بمساندة عائلته لانها قررت عدم مرافقته تخوفا من التحذيرات التي اطلقتها السلطات البريطانية حول احتمال حصول اعتداءات عنصرية من قبل بعض المجموعات في كل من بولندا واوكرانيا. ويتخوف المسؤولون من حصول اعتداءات عنصرية في اوكرانيا بالذات حيث تلعب انكلترا مبارياتها في الدور الاول امام فرنسا والبلد المضيف في دانييتسك والسويد في العاصمة كييف. وكان شقيق والكوت، اشلي، كشف في مدونته على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "للاسف قررنا والدي وانا عدم السفر الى اوكرانيا بسبب الخوف من الاعتداءات العنصرية... لا مكان للعنصرية في العالم الحديث". وعبر هودجسون عبر عن مخاوفه من سلامة المشجعين الانكليز في النهائيات كما كشف مدافع مانشستر سيتي جوليون ليسكوت ان عائلته قررت ايضا البقاء في انكلترا بسبب هذه التهديدات ولتجنب ايضا مشقة الانتقال من مدينة الى اخرى والتكاليف الباهظة.