منذ تنظيم نهائيات البطولة الأوروبية على شكل مجاميع قبل اثنين وثلاثين عاماً ما غابت المنتخبات الدانماركية عن ساحة النهائيات الا في مناسبتين. وعندما يبدأ الدانماركي مسيرته السابعة في النهائيات بلقاء هولندا سيكون سفير الدول الاسكندنافية المميز في البطولة الاوربية على حافة رقم قياسي ولكن لغير صالحه. الدانمارك خسرت اكبر عدد من المباريات في الادوار النهائية وما بلغ منتخب مبلغها بالخسائر العشر المرشحة للزيادة بالثلاثة بعدما عبست القرعة فعلا بوجهه فكان بلا منازع الأسوء حظا. الدانمارك تعاني الأمرين في هوية الهجوم ولعل الاستعانة بالمخضرم دينيس روميدال ابن الثالثة والثلاثين دليل دامغ أن المنتخب اذا ما بلغ الدور الثاني فسيكون قد نجح أيما نجاح في تسخير قوة الجماعة لسد الثغرات الهجومية التي تعاني منها منتخبات الدانمارك منذ سنوات إن لم نقل منذ اعتزال برايان لاودروب بعد مونديال فرنسا ثمانية وتسعين. ضحت الدانمارك منذ ربع قرن تقريبا بجمالية كرتها وأمست واقعية تراهن على صلادة ومتانة الصفوف اكثر من سرعة الحركة ودقة المناولة والتفنن في تقديم المواهب الكروية هدايا مجانية للعالم. يحاول بعض المراقبين تسليط الضوء على اليافع كريستيان أريكسون لاعب اياكس امستردام الهولندي وكأنه من جيل الثمانينات الذهبي الذي جعل الدانمارك منتخبا عالميا اكثر من كونه منتخبا يشارك لاكمال عدد. سفير الدول الاسكندنافية المميز في المحفل الأوروبي على حافة رقم قياسي لكن طريقة وفلسفة المدرب مورتن اولسن لا تترك هامشا لحركة حرة خلال المباريات وهو بذلك يؤكد ان كرة القدم قد تغيرت فعلا نحو الرتابة منها للإبداع ولهذه الاسباب من المستبعد أمران، الأول ان تكون مباريات الدانماركي مثيرة وسريعة والثاني بقاء الدانمارك في البطولة بعد انتهاء مباريات الدور الاول. لا يختلف اثنان ان قوة الدانمارك في رصانة دفاعه المُزين بالقائد دانييل آغر وسايمون كاير مدافع روما الإيطالي مع الاشارة ان الدانمارك لم تتلق من اهداف في عشر مباريات في التصفيات الا بواقع نصف هدف في المباراة الواحدة او تزيد وهي نسبة ممتازة مقارنة ببقية المنتخبات المتأهلة للنهائيات. يختم الدانماركي استعداداته في الثاني من يوليو باستضافة منتخب استراليا على ارضه علما ان مبارياته الودية التي خاضها مؤخرا بعثت باشارات سلبية حيث تعرض مرماه في مباراتين امام روسيا والبرازيل الى خمسة اهداف ناهيك طبعا عن الخسارة في تلك التجربتين. يستقر الدانماركي حاليا عند المرتبة العاشرة حسب التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم وهي مرتبة ليست الافضل في تاريخ المنتخب لكنها بالتأكيد افضل من المركز الثامن والثلاثين الذي استقر عنده الدانماركي مطلع الألفية الحالية. رغم احراز الدانماركي اللقب الاوربي مطلع التسعينات من القرن الماضي فان سيناريو الخروج من الدور الاول ليس غريبا على مشاركاته حيث ودع مبكرا في ثلاث نهائيات شارك فيها بينما وصل مرتين للدور النصف النهائي ومرة واحدة قبل ثمانية اعوام للدور الثاني قبل ان يخسر بالثلاثة امام منتخب جمهورية التشيك. تميز أداء الدانماركي بالاستقرار من حيث النتائج في التصفيات فما خسر الا لقاء الذهاب امام البرتغال التي يعود فيلتقيها في النهائيات ولعل استقرار نتائجه تبعث ببصيص أمل في تبرير رتابة الهجوم الدانماركي واساليب اللعب المفتوح ففي نهاية الامر كرة القدم في أيامنا هذه نتائج وبقاء بين الكبار خصوصا اذا ما عرفنا ان هذه النهائيات قد تكون الفرصة الاوروبية الاخيرة للمدرب اولسن الذي من المرجح ان يترك الدانماركي قبل موعد التصفيات المقبلة للبطولة الاوربية المقرر اقامة نهائياتها بعد اربعة اعوام على ملاعب فرنسا. تُعد منتخبات الدانمارك صاحبة تفرد في توديع اكثر من نسخة بثلاث هزائم كاملة من الدور الاول، حدث هذا في النسخة الثامنة في ألمانيا وفي النسخة الحادية عشرة في هولندا واذا ما كانت الثالثة على الارض الاوكرانية فان الدانمارك ستكون أول من حقق هذا التفرد فدخلت سجلات الأرقام من أضيق الخانات، خانة الهزيمة التي مثلما يقولون في عالم الكرة تُولد يتيمة لا ولي أمر لها سوى المدرب.