بعد نجاح كريستيانو رونالدو في قيادة ريال مدريد لاحراز لقب الدوري الاسباني تضاعف السؤال التقليدي في اوساط البرتغاليين، هل رونالدو مع البرتغال ليس ذلك" الرونالدو" مع أي ناد كان؟. قبل ثمانية اعوام كانت الانظار تتجه صوب لويس فيغو ومن خلفه اليافع رونالدو لتحقيق اللقب الاوربي عندما استضافت البرتغال حينها النهائيات. تبخر الحلم على يد اليونان ومنذ ذلك الحين اعتزل اكثر من نجم لامع من البرتغال ولم يبق من بين الفنانين فعلا سوى رونالدو الذي اصبح كما يقول اللبنانيون "ختيار". قلما عانى البرتغالي من صعوبة التأهل للدور الثاني بل ان رصيده من الانتصارات في الدور الاول كلما حضرت النهائيات الاوربية يكاد يكون من الافضل بين الاوربيين. ويبقى السؤال الذي يبحث منذ زمان عن اجابة شافية، لماذا يسقط البرتغالي بعدها وكأنه فريق يفضل الدوري ويضيق ذرعا بمباريات الكؤوس. الجماهير تنتظر من رفاق كريستيانو إعادة محاولة 2004 من جديد البرتغال تبدأ مسيرتها بلقاء الألماني الذي كان قبل اربعة اعوام بقيادة مايكل بالاك السبب بخروج البرتغالي من الدور الثاني في الاختبار الاوربي. اعتزل بالاك وربما هذا من سوء حظ البرتغال فالجيل الجديد ابدع في ملء الفراغ وبات الامتحان الألماني فعلا فرصة لنهاية برتغالية مبكرة اذا حضرت الخسارة ولا احد يعلم عواقب وتأثيرات تلك الهزيمة حينذاك. تأهلت البرتغال للنهائيات في خمس مناسبات وفي كل نسخة ما غادر البرتغالي قط النهائيات من الدور الاول وهذا الانجاز قد يتوقف على ارض اوكرانيا فمجموعة البرتغال فعلا مجموعة أبطال كلهم حققوا اللقب ولو مرة الا منتخب البرتغال مازال يبحث عن لقب اول له سواء في القارة او في المونديال. جماهيريا يعاني البرتغالي من انعدام الثقة بل ان عبارات الاستهجان كانت عنوان اللقاء الودي الذي تعادلت به البرتغال امام مقدونيا فيما اعترف المدرب اليافع باولو بينتو ان النتيجة والعرض كانا مخيبين وهذا كان آخر شيء يتمنى الجمهور البرتغالي سماعه قبل اقل من اسبوعين من بدء النهائيات. يستقر البرتغالي حاليا حسب التصنيف الشهري للاتحاد الدولي عند المرتبة الخامسة وهي مرتبة تعطي الانطباع ان البرتغالي رقم صعب في معادلة الكبار لكن النتائج كانت دائما ليس في المباريات الودية فحسب بل في الاختبارات الرسمية مخيبة للآمال. يختتم البرتغالي استعداداته في الثاني من يونيو عندما يستضيف في العاصمة لشبونة تركيا وهي مباراة مرجح ان تشهد غياب الاساسيين على الاقل لشوط كامل ولو تسبب هذا السيناريو بمزيد من سخط بين الجماهير وعناوين الاخبار في البرتغال. مبررة مخاوف الجمهور وحتى النقاد في البرتغال فالمنتخب اصلا لم يحجز بطاقته للنهائيات الا من نافذة الملحق عندما قسى على البوسنة وهو الذي خسر في مجموعته امام الدانمارك وتعادل امام المتواضع القبرصي وقبلها الخسارة في اوسلو امام النرويج مطلع التصفيات. كوكبة مميزة من النجوم تتطلع للتوشح باللقب الأوروبي بقيادة المدمرة لطالما كانت البرتغال غصة في حلق ألمانياوهولندا لكنها تعاني لسبب او آخر أمام الدانمارك هذا ما تكشفه الارقام، ارقام الحاضر وقديم الزمان واذا ما تواصل هذا السيناريو في النهائيات فالبرتغال فعلا في ورطة وفي مستنقع ليس له قاع. البرتغال تضم خامات تعزف أجمل الألحان لكن كرة القدم خاصة عندما تحضر ألمانياوهولندا والطليان تسقط ريشة الفرد ويعلو صوت الجماعة فالكثرة غالبا ما هزمت الشجاعة والقوة قاسية بحق المرهف الفنان. الابتكار صناعة برتغالية لكن الهوية تبحث عن عنوان واذا كان عنوان «برازيل اوربا» يوما ما اُطلق على البرتغال فالايام والبطولات اثبتت ان علاقة البرتغال بالبرازيل علاقة لغة اكثر منها علاقة بطل يحصد الالقاب وبطولات. هل يتجاوز البرتغال حاجز ألمانياهولندا الدانمارك؟ وارد جدا طالما كان الامتحان في الدور الاول فهذا الدور برتغالي بامتياز وربما لهذا وذاك صرح المدرب ان الهدف بلوغ الدور الربع النهائي وبعدها يكون لكل مباراة اجواؤها والبرتغالي حينها قادر بخليط شبابه و"ختياره" ان يتعامل معها بروحية الباحث عن الانتصار.