بعد اختفاء موقع «جسد الثقافة» بما يمثله من قيمة معنوية ومخزن ضخم للكثير من الكتابات برزت على الساحة من جديد أهمية التوثيق الورقي للمنتديات الثقافية الإلكترونية، وفي هذا السياق حرص موقع القصة العربية، الذي يديره القاص جبير المليحان ويشارك فيه قاصون عرب على توثيق قصص كتابه عبر إصدارها ورقياً. وقد تأكّدت صحة خيار التوثيق الورقي بعد إغلاق «جسد الثقافة» ولاسيما بالنسبة لمثقفين دأبوا عبر سنوات طويلة على الكتابة والتفاعل فيه مع كتّاب محليين وعرب، ما دفعهم للقيام بمحاولات يائسة لإعادة شيء من ذاكرته عبر اختيار معرفاتهم في «تويتر» تحت عناوين ك «مكتبة الجسد»، و «جسد الثقافة» محاولين إعادة لم شمل الأعضاء من بعد الشتات. الجدير بالذكر أنّ شبكة القصة العربية أصدرت مؤخرا كتابها الثاني تحت عنوان «قصص عربية» عن دار سندباد للنشر والإعلام متضمناً ما يشبه أرشفة لإبداع المشاركين في الشبكة بما في ذلك المتوفون منهم. ويتضمن الكتاب قصصاً ل 423 من كتاب القصة الأحياء و10 من الراحلين من أبرز كتاب الشبكة الراحلين محمد صادق دياب وهديل الحضيف من السعودية ، الدكتور أسد محمد من سوريا وعلي شوك من مصر وحنان الآغا من فلسطين. وتدور قصص الكتاب، بحسب كلمة الغلاف الخارجي للناقد الفلسطيني خالد الجبور، حول محور واحد حيث تتصل بالجدل المستمر حول الهوية الحضارية لهذه الأمة وصراع التراث والحداثة .