فيما بدا ميدان التحرير للمرة الأولى بعد ثورة 25 يناير بدون خطبة الجمعة، استمرت حالة التضارب حول النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية المصرية التي اختتمت الخميس، وسط معلومات وأرقام متضاربة حول ما حصل عليه المرشحون الرئيسيون، فيما يشبه الشد والجذب بين معسكر كل مرشح والآخر. وفي وقت يحبس فيه المصريون أنفاسهم ترقبا لنتيجة أول انتخابات رئاسية «حقيقية» تشهدها مصر منذ 7 آلاف عام لا يعلم أحد فيها من سيكون الرئيس، بدأت ملامح حرب نفسية عقب إغلاق صناديق الاقتراع بقليل، واستمرت الإشاعات طيلة الليلة، واستبقت جماعة الإخوان المسلمين المشهد الساخن، ببيان لها الجمعة، ذكرت فيه أن مرشحها الدكتور محمد مرسي يتقدم المرشحين في النتائج، وأضاف: إنه «تأكد وجود جولة إعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق المرشحين للرئاسة». وقال البيان: إن الحزب استند لِما توفر لديه من أرقام ؛ بعد ساعات من بدء عملية الفرز ومع الانتهاء من رصد ما يقارب 90% من النتائج على مستوى كافة المحافظات ، حيث مازال مرسي يحافظ على تقدّمه أمام كل المرشحين في عدد الأصوات. مفاجأة «حمدين» وحسب بيان الجماعة فقد أشارت الإحصاءات إلى حصول محمد مرسي على 30.8 بالمائة، يليه أحمد شفيق (22.3 بالمائة) ثم حمدين صباحي (20 بالمائة) وعبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى (17 و11 بالمائة على التوالي). واستبقت جماعة الإخوان المسلمين المشهد الساخن، ببيان لها امس الجمعة، ذكرت فيه أن مرشحها الدكتور محمد مرسي يتقدم المرشحين في النتائج، وأضاف: إنه «تأكد وجود جولة إعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق المرشحين للرئاسة».وتختلف لعبة الكراسي الموسيقية بين المرشحين الأكثر حظاً، من محافظة لأخرى، إذ قالت أنباء: إن النتائج النهائية بمحافظة الإسكندرية كشفت اكتساح حمدين صباحى لنتائج الدائرة التي يبلغ عدد أصواتها نصف مليون صوت. وأشارت الأرقام إلى حصول المرشح حمدين صباحي على 602634 صوتا، يليه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ب387747 صوتا، ثم السيد عمرو موسى ب291950 صوتا. وأتى الدكتور محمد مرسي ب269455صوتا، ثم الفريق أحمد شفيق ب212197 صوتا، وذلك من اصل 1763983صوتا إجمالي الأصوات الصحيحة بنسبة 60 %نتيجة التصويت. ويتكرر نفس المشهد بشكل مختلف، ولصالح صباحي أيضاً، الذي تقدم في مسقط رأسه بمحافظة كفر الشيخ، إذ حسمت نتيجة الفرز بست محافظات أخرى (قنا – الوادي الجديد – مرسى مطروح – دمياط – بورسعيد – جنوبسيناء) ، ليفوز صباحي بالمركز الأول ب 930436 صوتا، ويليه محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة ب 676466 صوتا. وجاء المركز الثالث الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ب 620204 أصوات، ويليه في المركز الرابع الفريق أحمد شفيق بإجمالي 564441 صوتاً. موسى «متوتر» وشفيق «يشكر» من جهة أخرى، يسود التوتر معسكر المرشح عمرو موسى، الذي يبدو أنه أصيب بخيبة أمل شديدة، من النتائج الأولية، التي يبدو أنها تبعده شيئا فشيئا عن المنافسة، فيما ترتفع أسهم الفريق أحمد شفيق الذي يواجه بحملة ضارية خلال الأسابيع والأشهر الماضية، وصلت إلى حد التراشق العلني بينه وبين عمرو موسى. وبينما وجّه مسئول صفحة الفريق شفيق على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كلمةً شكَرَ فيها كُلاً من صوّت له، وتعهّد بإقرار مناخ الحرية بمصر فى حال فوزه فى انتخابات الرئاسة.. التزم مسؤول بحملة عمرو موسى الصمت، ورفض الإفصاح عن الموقف في اتصال هاتفي مع (اليوم) مكتفياً بالقول: إن «الأمل لسه موجود». وتكرر نفس التعلق بالأمل لدى حملة حمدين صباحي، إذ نشرت صفحته الرسمية على «فيسبوك» تعليقاً على المؤشرات الأولية للفرز في بعض اللجان، «أنه لو لاقدّر الله لم نصل للإعادة يكفينا شرف أننا ساندنا الحق، ووقفنا في صفه..». توجّه للإعادة وحتى إعداد التقرير للطبع، أشارت أنباء بثتها فضائيات مصرية، إلى أنه بعد فرز أوراق اقتراع قرابة 20 محافظة (من 28) فقد جاء مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي في المقدمة، يليه الفريق أحمد شفيق، ما يعني عملياً خوض الاثنين جولة الإعادة النهائية بعد 3 أسابيع، ما لم تحدث مفاجآت من العيار الثقيل تغيّر النتيجة. من جهته، أعلن المرشح عبد المنعم أبو الفتوح، لأول مرة، عن دعمه لمرشح الحرية والعدالة محمد مرسي، في حال وصول الأخير لجولة الإعادة.