انتشلني الزملاء في صحيفة «اليوم» من غياهب النسيان عندما وضعوني في ذاكرة الزمن بعد انسحابي من الوسط الرياضي، وبعد أن لملمت أوراقي وأطفأت أنواري. لا يهم من يفوز بالكأس الغالية فهذا شأن المتعصبين والأبواق الصحفية، الذي يهمنا عودة شمس النصر ورقي الأهلي فهذه الاضافة الحقيقية لقيمة ومكانة الرياضة السعودية واتساع رقعة أهل القمة وستكون محصلة الفائدة للمنتخبات السعودية. شمس النصر أشرقت من جديد ولم يكتمل البناء فقد يفوز النصر بالكأس وهذا إن حدث يجب ألا يغير من منهجية العمل شيئا، فلا يزال الفريق في طور البناء ولا يزال بعيدا عن أحلام وآمال محبي النصر، وإن خسر اللقب فأيضا يجب عدم تغيير المنهجية، فالوضع برمته لا يتعلق بتحقيق بطولة أو خسارتها ولابد من بناء فريق نصراوي قادر على تذكير الوسط الرياضي بالعصر الذهبي أيام جيل ماجد عبد الله ويوسف خميس وفهد الهريفي وبقية النجوم الذين كتبوا أجمل وأروع الملاحم الرياضية. الأهلي برقيه وأناقة جماهيره عاد أكثر ثباتا وأكثر توهجا، وكان على مشارف تحقيق بطولة الدوري وتخلى عنه الحظ في المحطة الأخيرة، والجميل أن الفريق لم يتأثر بهذه الصدمة، بل استمر في توهجه آسيويا ومحليا ووصل لنهائي كأس الأبطال وواصل الركض آسيويا بروح وثابة، لذا يجب على الأهلي التعامل مع بطولة الأبطال بنفس العقلية التي تعاملوا بها عقب نهائي الدوري فإن أتى الكأس لدولاب القلعة فهو ثمن طبيعي للعمل الجميل، وإن ضاع الحلم فلا يضيع العمل الجبار، لأن عودة الفريق بهذا الرونق وهذه الشخصية الفنية تؤكد أن البطولات ستعود لمكانها الطبيعي وسيكون المستقبل للأهلي. عودة الأهلي برقي جماهيره وعودة شمس النصر مكسب حقيقي للرياضة السعودية، وهذه العودة مجرد رسالة شديدة اللهجة للهلال والاتحاد يستطيع الطرفان ترجمتها بهدوء وروية. الاتحاد تدارك وضع «المسنين» وبدأ في الموازنة العمرية وهذا هو الأهم، والهلال وقع ضحية استهلاك لاعبيه على كافة الصعد مع «دعوة» قد تكون أصابت الفريق في مقتل وعليهم تدارك كل الثقوب والعيوب، فعودة الأهلي والنصر ستكون على حساب الهلال والاتحاد شاء من شاء وأبى من أبى، وكل سنة والرياضة السعودية ترفل في ثياب العزة والشموخ، ومبروك مقدما للفريق البطل، فكلاهما عينان في رأس العقل والمنطق مع كامل الاعتذار للمتعصبين والأبواق التي لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، لأن قاعدتهم في الحياة «إذا لم تكن معي فأنت ضدي».