أكد وكيل وزارة العمل للتخطيط والتطوير، المهندس عبد الله بن محمد الحقباني، إن الأولوية في كل برامج التوظيف، هي للمواطن أولاً، معتبراً أن الأصل في الوظائف هو فتح القنوات أمام الشباب السعودي للانخراط في سوق العمل. وكشف في حوار أجرته معه (اليوم) بالقاهرة عن مشروع الوزارة للتأمين ضد البطالة المؤقتة أوضح الحقباني أنه يجري متابعته عبر محورين، الأول تم تنفيذه عبر حافز، لمساعدة وإعانة الباحثين عن عمل، أما الثاني، فهو موضوع التعطل المؤقت عن عمل، فيجري العمل عليه من قبل فرق العمل المختصة بالتأمينات الاجتماعية.. وهذا نص الحوار: ثلاثية الإنتاجية * ما تقييمكم للمؤتمر الأخير الذي عقد بالقاهرة، وهل تعتقدون أنه سيتمكن من حل مشكلة البطالة كمثال. إن المؤتمر يعالج الأطراف الثلاثة للإنتاجية (الحكومات، والعمال وأصحاب الأعمال) وعملية التواصل والترابط بينها لها أثر كبير على الاقتصاد الوطني للدول، وهو ضروري لتقريب العمل بتناغم ومشاركة وحوار مستمر كما هو معمول به في المنظمات العالمية. * وهل وجدت أن المؤتمر عالج هذه القضية؟ كان للمؤتمر اثر هام في مناقشة كثير من المحاور الهامة ومنها معالجة البطالة والتي شاركت فيها الاطراف الثلاثة للإنتاجية وشارك الجميع بالعديد من المقترحات وطرح الخبرات والتجارب. الوزارة تعمل على مشروع المرصد الوطني لسوق العمل والذي يعطي رؤية كاملة ويساعد الوزارة في اتخاذ القرارات المناسبة، عبر تصور كامل وشامل عن سوق العمل بما يتعلق بالوظائف المتوفرة ومخرجات الجامعات واحتياجات السوق من الوظائف، وهذا مشروع مشترك مع عدد من الجهات إحصاءات الإحصاء! * هناك تضخيم بخصوص أعداد العاطلين في المملكة، ما مدى صحة ذلك؟ صدرت إحصاءات من مصلحة الإحصاء العامة، ووضعت برامج كبيرة لمعالجة مثل هذه الجوانب، فقد تم تنفيذ برنامج حافز، لتحفيز الباحثين عن عمل، وكان لها أثر في دعم وتشجيع هذه الشريحة الهامة. وللبطالة علاجات كثيرة، منها برنامج نطاقات الذي يهتم بفتح فرص توظيف للسعوديين، وإدراجهم في سوق العمل ووضع الأولوية لهم في مختلف المجالات، وحسب المؤشرات الأولية، فإنها مبشرة وواعدة بدرجة كبيرة ولله الحمد. * تقول إن الأعداد تتم وفق مصلحة الإحصاء العامة، السؤال: متى ستعرف الوزارة بنفسها أعداد العاطلين الحقيقيين؟ وكيف؟ من خلال برنامج حافز يتم رصد جميع الباحثين عن عمل وهم مسجلين حاليا في البرنامج ، ويتم العمل على وضع برامج تدريبية، وإدراجهم في منظومة العمل، لذا نعتبر حافز قناة التوظيف الرئيسية التي يلتحق بها جميع الراغبين عن عمل. البطالة المؤقتة * ماذا عن مشروعكم للتأمين ضد البطالة المؤقتة وما خطواتكم لتنفيذ هذا المشروع؟ جار العمل على هذا المشروع من خلال شقين، الأول تم تنفيذه عبر حافز، والذي يعمل على مساعدة وإعانة الباحثين عن عمل، أما الثاني، فهو موضوع التعطل المؤقت عن عمل، فيجري العمل عليه من قبل فرق العمل المختصة بالتأمينات الاجتماعية. * ما الصعوبات التي تواجهكم في عملية التأمين ضد البطالة المؤقتة؟ لا توجد صعوبات، بالعكس قنوات التواصل متوفرة بسهولة وكثرة، وتم استثمار الجانب التقني عبر المنظومة الإليكترونية، بشكل عالي، وتم وضع الكثير من الآليات للتحقق منها وتمكين من لديهم استفسارات من التواصل مع فريق الاتصال ببرنامج حافز المخصص للمشروع بصندوق تنمية الموارد البشرية. برامج جديدة * هناك برامج جديدة ستعتمدها وزارة العمل خلال الفترة المقبلة لتشجيع انخراط السعوديين في سوق العمل، أو سعودة الوظائف، ما هي هذه البرامج؟ هناك كثير من المبادرات التي تعمل عليها الوزارة، منها ما أطلق فعلاً مثل، نطاقات وحافز وطاقات وغيرها، ومنها ما هو متوسط المدى أو قريب المدى، من الأشياء المتوقعة قريباً بمشيئة الله، يتم العمل حاليا على إطلاق برنامج حماية الأجور، والذي يكفل حق التواصل والتعامل مع ضمان استلام العامل لحقوقه ولوجود العلاقة الترابطية، وله الكثير من المزايا في سوق العمل، فيها حفظ الحقوق وعدم تأخير دفع الرواتب، وتسهيل الأمور للعمال وفتح حسابات بنكية لهم، وغيرها وهناك أيضاً مشروع آخر تعمل عليه الوزارة حالياً وله نتائج جيدة، هو المرصد الوطني لسوق العمل، يعطي رؤية كاملة ويساعد الوزارة في اتخاذ القرارات المناسبة، عبر تصور كامل وشامل عن سوق العمل بما يتعلق بالوظائف المتوفرة، ومخرجات الجامعات واحتياجات السوق من الوظائف، وهذا مشروع مشترك مع عدد من الجهات ومنها وزارة الداخلية ووزارة التعليم العالي والتربية والتعليم والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ومصلحة الاحصاءات العامة وبعض القطاعات الحكومية والخاصة ويساعد الجميع في وضع خطط مستقبلية مناسبة، كما تساعد متخذ القرار على اتخاذ قراره بعيدا عن التوقعات والتصورات غير المبنية على ارقام فورية ودقيقة. سجلات الزراعيين * هناك مشكلة لدى الزراعيين تتمثل في فرض الوزارة سجلات تجارية على انشطتهم التي يرون أنها بعيدة تماماً عن العمل التجاري، ما ترتب عنها إجراءات سعودة أو الخضوع لنظام نطاقات، كيف ترون هذه المشكلة؟ وما الحلول لها؟ بالنسبة للأنشطة الزراعية وغيرها من الأنشطة الأخرى، وضعت آليات تنظم سوق العمل من خلال منظومة نطاقات، التي أخذت في التعامل مع سوق العمل بشفافية، وعدالة ووضوح ومصداقية عالية، تطبق على الجميع سواسية. ويعمل برنامج نطاقات على تقسيم الانشطة الاقتصادية حسب الاحجام وتحدد النسب وفق دراسات وتحليلات، ويتم التواصل باستمرار مع وزارة الزراعة والمزارعين، والتشاور معها في كل الأمور التي تخدم المزارعين وتضمن استقرار وضعهم وأنشطتهم. نصيب المرأة * بالنسبة لبرامج الوزارة التي تتحدثون عنها.. ما نصيب المرأة منها؟ العمل متاح للمرأة مثلها مثل الرجل، وتم وضع ضوابط تناسب البيئة الاجتماعية، وكذلك العمل عن بعد وقد صدرت من الوزارة بعض القرارات المنظمة في هذا الشأن. * ما نسبة مشاركة المرأة في منظومة العمل السعودية. لا توجد عندي إحصائية دقيقة بالأرقام، ولكن المرأة تشارك في كثير من الاعمال وتستطيع ان تدير اعمالها بنفسها بما يتناسب مع طبيعة العمل المهيأة لها. لا استثناء * بعض القطاعات لا تستطيع أن تلبي شروط السعودة مثل قطاعي النقل والمقاولات هل يمكن استثناء هذه القطاعات في إطار برنامج نطاقات، وكيف تحلون هذه المشكلة؟ نطاقات وضع وفق آلية مبنية على الاحصاءات المحددة لها، واخذت في الاعتبار مختلف الأحجام، سواء كان النقل أو غيره، وأي نشاط من هذه الأنشطة يرى أن هناك صعوبات تواجهه عليه التقدم الى الوزارة بالمبررات ليتم مراجعتها ودراستها من قبل الوزارة، فقد وردنا بعض الطلبات وتم تعديل وتغيير بعض الانشطة فعلى سبيل المثال، كان عندنا قرابة 40 نشاط وزاد بعد ذلك الى 45 نشاطاً ، أضيفت بعد الدراسة وتم التعديل.. نحن لا نتجاهل أي معلومة، ونهتم بكل ما يرد إلينا من ملاحظات ونعالجها سريعاً. توطين وسعودة * ما التدابير التي اتخذتها وزارة العمل لتوطين وسعودة هذه القطاعات؟ برنامج نطاقات يعتبر احد الادوات لادارة سوق العمل ومن خلاله يتم حث وتشجيع المنشآت للمبادرة والاهتمام بتحقيق ذلك، بالتدرج، وبدأنا من خلال صندوق تنمية الموارد البشرية بوضع برامج خاصة بالتوظيف، لتمنية الموارد البشرية ووضع قنوات للالتحاق بسوق العمل. * هل هناك آفاق جديدة للشباب للإعتماد على النفس من خلال تلك المشاريع؟ بكل تأكيد، الوزارة تعمل بكل ثقلها تعمل لفتح قنوات التوظيف لأبناء وبنات الوطن، للالتحاق بقطاع الأعمال، وحث ومساندة ودعم القطاع الخاص وتشجيعه لتوظيفهم، وتهيئأتهم للالتحاق بسوق العمل. * ماذا عن هذه المشاريع التي تتحدث عنها؟ هل هي موجودة أم ما تزال خطة ورقية؟ هي موجودة حالياً مثل مشروع حافز الذي يتواصل بشكل مباشر مع طالبي العمل، ووضع إعانات تشجيعية حتى يلتحقوا بعمل ما، كذلك وضع برامج تدريبية لهم، ووضع مكاتب توظيف من خلال برنامج طاقات، يتم التواصل معها، وسوف تغطي هذه المكاتب كافة مدن ومناطق المملكة قريباً. الأولوية للمواطن وهذا لا نعني به تقليل استيعاب عمالة وافدة، فالمملكة تعيش مرحلة تنمية هائلة، تحتاج لأيدي عاملة كثيرة ومتنوعة، والأصل فيها أن تشغل من المواطنين، ولكن هناك بعض التخصصات غير المتوفرة، وهذه يقدرها أصحاب العمل لأنهم الأدرى بالاحتياجات، وهذا يتم وفق منظومة نطاقات ووفق النسب المحددة لضمان حقوق وأولوية أبناء البلد. وهذه النسب مبنية على الوضع الفعلي الموجود في سوق العمل. * وهل يعني ذلك الاستغناء عن العمالة الموجودة حالياً؟ الأصل في الوظائف هو فتح القنوات وإدراج الشباب السعودي للانخراط في سوق العمل، وفي أي مجال لا يستطيع سعودي أن يشغله يفتح القنوات فيه للاستقدام من الخارج. عام يكفي * هل هناك مبادرات متخصصة لحماية العمال من اصحاب العمل؟ هناك مبادرة كبيرة عملت عليها الوزارة، وهي ضمان التأمين على العمالة في التأمينات الاجتماعية للتأكد من حصولهم على التأمين ضد المخاطر هذه من الأشياء التي نفذت فعلياً، بحيث لن يتم احتساب أي سعودي ما لم يستوف هذا الشرط، وهذه بدأنا فيها، إضافة للتأمين الطبي على العاملين في سوق العمل. وأود ان أشير إلى أن وزارة العمل تعمل على اكثر من 100 مبادرة ومشروع تهدف لإدارة وتنظيم سوق عمل جذاب لأبناء البلد ولحفظ الكفاءات من خارجها، ولتتمكن الوزارة من التكيف من خلالها مع متغيرات سوق العمل وحفظ الحقوق للجميع.