أصدر الشاعر محمد الفوز مؤخراً مجموعته القصصية الأولى « الخائفون من الشبه» عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة، متضمنه 23 قصة قصيرة. وكتب الفوز مقدّمة للمجموعة تمهّد للقارئ تلقيه كقاص عنوانها « وشاية «، وجاء فيها « لست مضطراً للخوف من أحد أو التصادم مع أحد، فأنا كفرد/ كقاص أتشظى لأجل المجتمع بأفراده كلّ على حده، لأنني لو انشغلت بالجماعات فسأكون مشتتاً أو ناقماً أو مهادناً «. وقد بدت لغة الفوز مروّضة للنزول من حالة الشعر المفتوح على سلسلة لا متناهية من احتمالات التأويل إلى حالة أرضية متعايشة مع ملامح الناس الذين رأى فيهم الفوز وجهاً مشتركاً عاماً يؤطر الجميع وهو «الشبه» الذي يهرب الجميع من هيمنته المطلقة عليهم باحثين عن خصوصياتهم الذاتية. وبدت بعض القصص كلوحات سريالية غير مكترثة بمنطقية الحدث الذي لا تتكئ القصة عليه لتعزيز تتابع سردي بل لاستنهاض فكرة أو رسم حالة شعورية كما في قصص « طفلة ملائكية «، « الوداع «، « الأخيرة». ويعزز الفوز فكرته التي أعلنها منذ العنوان « الخائفون من الشبه « عبر اسم «مريم» التي أوجدها في كلّ قصصه ليلبسها في كلّ مرة شخصية مختلفة عن الأخرى لكنّ المشترك هو امتلاكها سمة تشير لمحاولة الخروج عن النمط السائد، إلا أنّ «مريم» هذه تتورط بإقحامها في بعض قصص المجموعة التي تتبسط لدرجة الاقتراب من الحكاية والنأي عن مفهوم القصة القصيرة كما في قصص « المرشد السياحي، الفزعه يا شيخ،..).