تعج القنوات الرياضية بالكثير من البرامج اليومية التي تتابع وترصد أبرز مستجدات الرياضة السعودية ,بل يكاد المتابع أن يكون في حيرة من أمره جراء هذه التخمة الكبيرة من البرامج متى ما وضعنا في عين الاعتبار توقيتها الموحد أو المتشابه نوعا ما ,فعلى شاشة السعودية الرياضية يبرز البرنامج اليومي الملعب , وعلى الطرف الآخر يتجلى برنامج كوره عبر شاشة روتانا خليجية, وفي قناة ال إم بي سي يلمع البرنامج الشهير صدى الملاعب ,كذلك البرنامج الوليد على إم بي سي أكشن (أكشن يادوري). وأخيرا في العربية البرنامج الشهير (في المرمى) وإيمانا من صفحة ميدان سات بالدور الكبير الذي تلعبه هذه البرامج في حراكنا الرياضي ,نقلب وعلى مدار أسبوع كامل أوراق كل برنامج على حدة ,ونضعه تحت مجهر الميدان بكل حياد,وستكون انطلاقتنا التنويرية مع برنامج الملعب. (إمكانات هائلة ودعم لوجستي ومع ذلك لا جديد) لن نجافي الحقيقة عندما نقول بأن برنامج الملعب الذي يعرض مساء كل يوم على شاشة السعودية الرياضية يعد واحدا من أهم البرامج الحيوية التي كان المشجع السعودي يتابعه ويحرص على مشاهدته ,بيد أن النمطية والبدائية والتقليد الأعمى لبعض البرامج قد أضاعا هيبة البرنامج وأفقداه جماهيريته الطاغية إبان مسماه القديم ( كل الرياضة) فعلى الرغم من الإمكانات المتوفرة في القناة والتي لم تستثمر استثمارا صحيحا وعلى الرغم أيضا من الدعم الذي يجده البرنامج من قبل المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام وعلى رأسهم المشرف العام على القناة الرياضية الأمير تركي بن سلطان وكذلك الإعلام السعودي الذي وقف مع البرنامج قلبا وقالبا إلا أن كل الجهود التي بذلت ذهبت أدراج الرياح ولم يخطو البرنامج قيد أنملة ووقف تائها وسط تطور ملحوظ ومتنام للبرامج الأخرى التي سحبت البساط والجماهيرية والمتابعة الإعلامية من الملعب. (تنوع وتجديد لا يرتقي لذائقة المشاهدين) أحدث برنامج الملعب سلسلة من التغييرات على فقرات البرنامج كالملعب يوتيوب والوجه الآخر وغيرها من الفقرات إلا أن كل ذلك لم يرتق لذائقة المشاهد المغلوب على أمره , وتواصل العمل بدائيا كما لو أن شيئا لم يكن , وهنا مكمن الخلل ,إذ أن التجديد لمجرد التجديد وإسكات المطالبين بالغربلة والتحديث لن تؤتي أكلها طالما أن الفكر هو نفسه لم يتغير ,والأدوات هي نفسها التي عفى عليها الزمن ,لذلك لم تحظ هذه المتغيرات النسبية في خط سير البرنامج برضا المشاهد. (المجاملة وتكرار الضيوف يقتلان البرنامج من الوريد إلى الوريد) منذ أزمنة غابرة ,وفي قت كان يعرف فيه ببرنامج كل الرياضة وحتى يومنا هذا ,تبرز مشكلة المجاملة والمحسوبيات كمعضلة أزلية كتب عليه ألا يتعافى منها أو حتى يفيق من غيبوبتها وهنا العلة الحقيقة التي تظهر جليا للعيان بل هي ما يعيق تطور القناة الرياضية بشكل عام وبرنامج الملعب بشكل خاص,ولا أدل على ذلك من الأسماء التي سئم المشاهد ومل من تكرارها على شاشة القناة من الضيوف وهم الزملاء الإعلاميون الذين تم تدوير أسمائهم بشكل أسبوعي على كافة برامج القناة وبرنامج الملعب تحديدا ,الامر الذي أفقد البرنامج ميزة التجديد وفن التحديث ,وبات المشاهد على دراية تامة بأبرز ما سيدور أثناء الحلقة ,فالمكتوب باين من عنوانه كما يقولون. (الملعب من يشد لي أقطع له ) يخطئ القائمون على البرنامج في ظنهم أن الانتقادات المتواصلة للبرنامج هي من باب تصفية الحسابات ,فالبرنامج يظل ضمن منظومة عمل تقبع تحت قبة قناة الوطن ,وقناة الوطن تذوب وتنجلي من أجلها كل الترهات والخلافات ,فحينما يتعلق الأمر بشيء يتعلق بالوطن نقف كلنا خلفه صفا واحدا ويدا واحدة من أجل رفعته وعلوه ,وعندما ينتقد البرنامج أو القناة فهو من باب حب وعشم ليس إلا,بيد أن القائمين على البرنامج لا يزالون يصرون على العرف القديم والغابر جدا ( شد لي واقطع لك) ,وهي سياسة لم تعد تجدي كثيرا مع توفر البديل الآخر من البرامج التي تهتم بالرأي والرأي الآخر ,بل وتتواصل مع أصحاب الرؤى النقدية والتي تصب أولا وأخيرا في الصالح العام ,وهو ما ينبغي أن يؤخذ في عين الإعتبار من قبل القائمين على برنامج الملعب ,الذي مهما اختلفنا حوله فإننا وبلا شك نعده برنامج كل السعوديين وآسر أفئدتهم.