تعد المخيمات الشتوية متنفساً يبحث عنه الكثير من الشباب وكذلك الأسر بمحافظة النعيرية والوجهة التي يقصدها المتنزهون والزوار لقضاء أوقات مفعمة بالراحة والهدوء بعيداً عن ضوضاء المدن وصخبها الذي قل أن يهدأ. الجلوس حول فاكهة الشتاء له مذاقه الخاص وتتصف تلك المخيمات بأريحيتها وأجوائها المنتظرة في هذا الموسم الشتوي وما تحتضن من لحظات أنس وبهجة تزينها فاكهة الشتاء بتوهجها وما تضفي عليه من دفء للمكان وأحاديث يزدان بها السمر. وتأخذ المخيمات اهتماماً كبيراً بين عشاق البر من الأهالي وينفقون على تجهيزها مبالغ طائلة تصل إلى 50 ألف ريال وأكثر، وذلك بهدف أن تكون هذه المخيمات متنفسا لهم ولعائلاتهم ولمن يزورهم من الأقارب والأصحاب. يقول سعود الجريو: نحرص على زيارة هذه المخيمات والتواجد فيها بشكل يومي خصوصاً في فترات المساء، حيث نجد البهجة والأنس بصحبة الأقارب والأصدقاء بعيدا عن المنازل ورتابة أجوائها المملة والتي لا تطاق خاصة في فصل الشتاء المنتظر للخروج إلى هذه المخيمات الشتوية. وأضاف: لا يتوانى أصحابنا ومن ندعوهم لتناول القهوة والحديث في هذه المخيمات، بينما تبدو إجابة الدعوة ضئيلة عند دعوتهم إلى المنازل مما يؤكد أن لهذه المخيمات جاذبية خاصة ورغبة يفضلها الكثيرون ليس على مستوى المحافظة فحسب بل حتى من أصحابنا الذين يأتون من الخرج والأحساء للجلوس والاستمتاع معنا بهذه المخيمات. أما فهد بن راشد فيرى أن للمخيمات فوائد تتعدى الجلوس والأحاديث وذلك لاستقطابها الأبناء بعيدا عن التجمعات الشبابية وما تجره من إشكالات داخل المحافظة، مشيرا إلى أن كثيرا من الأقارب يلتقون في هذه المخيمات وبالتقائهم يجتمع الأبناء ويمكثون ساعات وفترات طويلة مما يطمئن الآباء بوجود أبنائهم بين أقاربهم وفي أماكن آمنة. ويذكر جابر الغييثاني أنه باستطاعتهم متابعة المباريات والمنافسة بإقامة دوري للعبة (بلاي ستيشن) داخل هذه المخيمات بتوفر جميع الإمكانيات من أجهزة تلفزيون وإنارة ومحولات كهرباء، معتبرا أن الجلوس في هذه المخيمات أفضل بكثير من المنازل وأجواء المدن لما تتسم به من بساطة في الجلوس وسعة الصدر والأنس بعيدا عن التعاملات الرسمية وما قد يثقل النفس من عناء الأعمال اليومية وضغوط الحياة ونحوها، منوها إلى أن الكثير ممن تضيق صدورهم يتجهون إلى هذه المخيمات قصدا في طرد الكآبة والملل فيبتهجون وتنشرح صدورهم وتمر عليهم الساعات سريعة على عكس ما كانوا عليه قبل المجيء. وكشف سلطان المري أنه يولي المخيم الخاص به عناية فائقة من الإعداد والتجهيز حيث كلفه المخيم أكثر من 50 ألف ريال بجميع ملاحقه، لافتاً إلى أن هذا المخيم يعتبر منزله الثاني ويستقبل فيه الضيوف ويسعد بلقاء الأصحاب فمهما كانت المدفوعات فيه فإن ذلك مما يسعده ولديه الاستعداد أيضا لدفع المزيد طالما أنهم يجدون في هذه المخيمات ما يحقق لهم كل وسائل الراحة والاستجمام. ويشير خالد بن راشد الجريو إلى أنهم يحرصون في هذه المخيمات إلى تغيير طبيعة برنامج المنزل بممارسة الكثير من الهوايات الشعبية والتنقل بين مخيمات الأقارب والأصدقاء لزيارتهم والحديث معهم وتناول حليب الإبل والتمتع بمشاهدتها في أوقات النهار. ويختتم الشاب فهد بن جابر الحديث حول المخيمات الشتوية بقوله: مجرد النظر إلى هذه المخيمات وانتشارها في الصحراء وتحويلها سكون الليل إلى مدينة بأنوارها وكثرة تواجدها هنا وهناك يبعث في النفس السرور ويسعد الإنسان برؤية طبيعة الصحراء على حالها، والبعض يفضل النوم فيها ليالي الخميس والجمعة.