لحظة وصول العريس إلى البيت قادماً من بركة السباحة .. يقوم أقرباؤه وأصدقاؤه والمرافقون بإطلاق أهازيج تشتمل عباراتها الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفور وصول الموكب يقوم أشقاء العريس بتوزيع رقائق الحلوى والسكاكر على الأطفال ابتهاجاً وفرحاً بمقدم الزوج .. هذه من العادات القديمة التي كانت ولم تزل عادة لزف العريس لدى المجتمع الأحسائي، وللتعرف أكثر على هذه العادة تحدث محمد البوحسن 41 عاماً فقال :» تعتبر هذه العادة تجسيدا لإحدى مظاهر الزواج في محافظة الأحساء، وهي من العادات التي مازالت تستخدم في العديد من الزيجات لدى الأهالي، وذلك لاعتقادهم بأن هذه العادة تجلب الخير والصلاح للعريس وعروسه على اعتبار أنها قائمة على ذكر النبي صلى الله عليه وسلم»، وأضاف البوحسن:» تبدأ مراسيم هذا العادة والتي يحرص عليها الشباب والأطفال خاصة في عصر يوم الزواج أي عند وصول العريس من بركة السباحة برفقة أهله وأصدقائه، حيث يقوم إخوته باستقبال الموكب، وعند نزوله من المركبة يتم نثر الحلويات المتنوعة فوق رأسه، ليلتقطها الأطفال والشباب، وذلك بالتزامن مع ذكر الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مع بعض الأهازيج والتصفيق في لحظة تجد فيها الفرح والسرور واضحة على محيا العريس وأهله»، ويتفق يوسف الخلافي 38 عاماً مع رأي البوحسن ويضيف قائلا :» هذه العادة لا تعبر عن أي شيء قد يفسره البعض بأنها تنافي عاداتنا وتقاليدنا أو تحكمها ضوابط أخرى، بل القصد منها هي التعبير عن الفرحة والسرور، ومدى إظهار الحب تجاه العريس في يوم زواجه من قبل والدته وإخوته، كذلك هي إسعاد الحاضرين في الزواج من الشباب والأطفال عندما يتناولون هذه الحلويات، وهذه العادة ليست جديدة على المجتمع الأحسائي، فهي معروفة لديهم منذ سنوات عدة، بحيث كانت تعرف في الماضي باسم ( الدزة ) ومازالت، ولقد كان بعض أهالي العرسان الميسورين مادياً يقومون بذبح عدد من رؤوس الأغنام وتقديمها كوجبه ليلة الزفاف أو توزيع لحومها على الجيران وبعض الحاضرين في اليوم الثاني من الزواج»، ويؤيد الشاب يوسف الجمعان 23 عاماً رأي سابقيه إلى حد كبير ويقول :» لم يعد حالياً توزيع اللحوم بل أصبحت رقائق الحلوي والسكاكر المتنوعة، بالإضافة إلى أوراق الريحان وبعض النقود المعدنية، هي التي يتم فيها استقبال العريس، حيث توضع هذه الاصناف والتي يتم تجهيزها من قبل والدة العريس أو شقيقاته في سلة مصنوعة من خوص النخيل استعداداً لنثرها فوق رأس العريس «، وأضاف الجمعان :» نشعر بسعادة تغمره ونحن نرافق العريس منذ لحظة خروجه من بركة السباحة إلى وصوله بيت أهله، فتجدنا نتلهف للوصول كي نحظى بقدر كبير من الحلوى، حيث تجدنا نتدافع فيما بيننا في سبيل الحصول على الحلوى»، .. وهذه أم يوسف القريني فتقول :» يتم تجهيز أكثر من سلة في الغالب تحوي هذه السلال على العديد من أصناف الحلويات قبل يوم الزواج بفترة، إذ تقوم والدة العريس بشراء كميات كبيرة من أنواع الحلوى والسكاكر كي تقوم أخوات العريس بمساعدة مجموعة من نساء الجيران في تجهيزها ووضعها في السلال، ومن ثم حفظها في مكان بارد داخل البيت لحين مجيء عصر يوم الزواج»، وأضافت القريني :» بعض الأمهات يحرصن على التميّز في توزيع الحلويات عندما يقمن بإضافة بعض النقود المعدنية أو الورقية بقيمة ريال مع الحلويات، وذلك كي يشعرن أنهن أحسن في تميّز زواج أبنائهن عن البقية العرسان خاصة إذا كان هناك زواج آخر في نفس الليلة «