أنهت جمعية البركة الخيرية للخدمات الاجتماعية إعداد وتجهيز برامجها المستقبلية بعد أن صرفت قرابة ربع مليون ريال خلال الأشهر الخمسة الماضية، ويأتي دور الجمعية متمثلا بنشاط إغاثي يهدف إلى تقديم الخدمة لكافة المحتاجين في مدينة الدمام وفق ضوابط حددتها الجمعية سلفا في إطار أسس عملها، وتعمل جمعية البركة على دعم الأسر المنتجة والبحث عن الوظائف، فضلا عن مساعدة المحتاجين بكل فئاتهم ونوعيات احتياجاتهم، وقد لاقت الجمعية ثقة المتبرعين ورضا المستفيدين رغم عمرها الذي لم يتجاوز العامين، .. وذلك على حد قول مسؤوليها لإيمانها بالدور الخيري والإنساني الذي يفترض أن تقوم به أي جمعية مماثلة تجاه مجتمعها، وكذلك لما تتطلع إليه من تحقيق الأهداف المرجوة والتي أنشئت من أجلها .. مزيدا من التفاصيل في هذا التقرير : الإيجار وسلتان المستفيدون من الجمعية تحدثوا بصراحة عما تقدمه الجمعية، وفي هذا قالت المستفيدة أم صالح ( أرملة ) :" لا شك أن جهود الجمعية عظيمة، استفدنا منها كأسر من المحتاجين، وهي بعد الله عز وجل عون لنا إلى أن يكبر أبناؤنا"، وتضيف أم صالح :" كنت في ضائقة مالية بسبب الإيجار السنوي، وأصبحت مهددة بالطرد أنا وأطفالي، وقد اتصلت بجمعية البركة الخيرية، وشرحت لها وضعي ووضع أطفالي، فأرسلوا إليّ لجنة لكي تبحث أوضاعي، وطلبوا مني كافة الإثباتات الضرورية لكي تنطبق علي شروط الاستفادة من خدمات الجمعية، وبالفعل فقد قدّمت كافة أوراقي لهم، وبعد ذلك أعطتني الجمعية شيكاً باسم صاحب الشقة لتأمين الإيجار السنوي، إضافة إلى سلتين غذائيتين بقيمة 600 ريال لتأمين الضروريات مثل الأرز والزيت والطحين والحليب وغيرها " سداد إيجار وهذا المستفيد محمد الجميل يقول :" كنت مع أسرتي في منزل متهالك، وليس لدينا قيمة الإيجار، وبحكم ظروفي الصحية فقد تركت العمل، وأوصلني أحد أهل الخير إلى الجمعية وشرحت لهم ظروفي، حيث إنني أسكن لمدة شهرين بدون كهرباء، نظراً لعدم تمكني من سداد الفاتورة، مما جعل صاحب الشقة يهدد بطردي مرات كثيرة، وبعد زيارة الجمعية لي اتضح لهم استحقاقي للإعانة، وبالفعل فقد قاموا بتأمين شقة بديلة لي ودفعوا قيمة الإيجار لمدة ستة أشهر حتى أتمكن من الحصول على عمل أو وظيفة، كما قامت الجمعية بشراء مستلزمات المطبخ من مواد غذائية ونحوها " فرصة عمل ومن جهته يشير أحد المستفيدين من برنامج التوظيف إلى أن الجمعية سعت معه إلى توفير مصدر دخل يستطيع من خلاله أن يؤمن لقمة العيش له ولأسرته، ويضيف :" .. وهذا أفضل بكثير من مجرد إعطاء الإعانات الشهرية، إذ إن إتاحة الفرصة للعمل تعطي الشاب دافعاً كي يطور نفسه ويستفيد من مجال العمل الذي يعمل فيه، سواء بأخذ دورات في مجال عمله مما ينعكس إيجابياً على مستقبله الوظيفي، كما أن الكثير من الشركات والمؤسسات تحتاج إلى كوادر عاملة، وأرى أن من يستفيد من الجمعيات الخيرية أحوج الناس لكي يتعففون بتلك الوظائف عن ذل المسألة " المقر والبرامج حول برامج الجمعية التي تم تنفيذها تحدث المدير التنفيذي للجمعية أحمد الزهراني فقال :" ولله الحمد والمنة فقد انتهينا من المعضلة الكبرى وهي تأمين المقر المناسب للجمعية، ونحن الآن نعمل على تطوير برامجنا بشكل أفضل، أما عن البرامج المقامة في الأشهر القليلة الماضية فقد صرفنا 22119800 ريال أي قرابة الربع مليون ريال لبعض البرامج المقامة والتي تبنتها الجمعية مثل وجبات الإفطار لعدد من المدارس في الدمام، وقد شمل هذا البرنامج توفير وجبات مدرسية لمدارس الأولاد والبنات في عدد من قطاعات الدمام بالتعاون مع مدراء ومديرات المدارس الذين تعاونوا معنا في إيصال الوجبات لمن يستحقها من الطلاب والطالبات بمختلف المراحل الدراسية بسرية تامة مراعاة لمشاعر أولئك المستفيدين، كما شملت المساعدات تفريج كربات لعدد من المستفيدين بلغ قرابة التسعين ألف ريال، فقد كان يعاني أولئك المستفيدون من ضائقات مالية، وتم الوقوف عليها ومتابعة أوضاعها، إلى أن تم إيصال المساعدات لهم " الهم الأكبر ومن منطلق أن تسديد الإيجارات يعد الهم الأكبر للمستفيدين قال الزهراني :" لا يملك أولئك المستفيدون مساكن خاصة، لذلك وجدت الجمعية أن تأمين قيمة الإيجار من أبرز البرامج التي تحفظ للأسرة الفقيرة الحياة الكريمة، لاسيما أن الكثير منهم مهدد بالطرد من ملاك الشقق، وحسب حديث الكثير منهم فإنهم يصبرون على الجوع ونقص الملبس، ولكن لا يمكنهم أن يتخيلوا أنفسهم بأطفالهم وأمتعتهم مطرودين خارج المنزل، ولهذا فقد حرصت الجمعية على التعاون مع أصحاب مكاتب العقار في سبيل إيصال قيمة الإيجارات باسم أصحاب المنازل بعيداً عن إدخال المستأجر الفقير سواء أكانت أرملة أو رب أسرة بعائلته في إحراجات مع ملاك العقار، وفي الأشهر القليلة الماضية صرفت الجمعية لعدد من الأسر أكثر من مائة ألف ريال فقط لتأمين بقية الإيجارات للمستفيدين من برامج الجمعية "، وفي ختام حديثه ذكر الزهراني أن جهود أهل الخير من رجال الأعمال لها الأثر الكبير في تكامل جهودهم في الجمعية، كما أن جهود الشباب المتطوعين كانت محط إشادة وإعجاب المسؤولين والمستفيدين". الشلالي : كسبت الجمعية ثقة المسؤولين وأهل الخير .. فنمت مواردها خلال عامين أمين عام الجمعية المهندس خالد الشلالي تحدث حول التطور السريع للجمعية خلال فترة زمنية قصيرة فقال :» كسبت الجمعية ولله الحمد ثقة المسؤولين في المنطقة والتجار ورجال الأعمال، مما انعكس إيجابياً على تنمية مواردها خلال العامين السابقين، وكان آخرها تأمين قيمة المبنى الجديد للجمعية ليكون بإذن الله تعالى محطة لمواصلة عمل الجمعية بشكل أكبر وأوسع مما كان عليه، لاسيما أن عمر الجمعية لم يتجاوز العامين، وبفضل من الله تعالى ثم بدعم أهل الخير الذين وقفوا معنا وقفة صادقة لن ننساها .. استطاعت الجمعية أن تقف في مصاف الجمعيات العريقة في المنطقة، لتقول للمحتاج والفقير نحن معك في أرض الخير والعطاء»، وأشار الشلالي إلى مساحة جهود الجمعية فقال :» أصبحت الجمعية تغطي كافة مدينة الدمام، وهي في طور الانتهاء من تجهيز برامج متعددة تشمل الأسرة والمدرسة وكافة شرائح المجتمع ممن هم في حاجة إلى الدعم بأنواعه», وعن البرامج المقدمة التي ستقدمها الجمعية قال الشلالي :» نحن في الجمعية وبمتابعة من رئيس مجلس إدارتها الشيخ فؤاد الماجد وأعضائها نحرص كل الحرص على تقديم الدعم في المدرسة والبيت، وفي تأمين الوظيفة، وفي تفريج الكرب، وغيرها من البرامج التي قدمتها وستطورها الجمعية في الأيام القادمة «، وأضاف الشلالي :» إلى جانب الدور (الإغاثي) للجمعية .. فإنها تسعى إلى ما هو أهم من ذلك، بل هو الهدف الأسمى من إنشاء الجمعية .. ألا وهو تأهيل الأسر المستفيدة من برامج الجمعية لتكون أسر منتجة قادرة على إعفاف نفسها بالعمل، وذلك من خلال تهيئة فرص العمل التي توفرها الجمعية بالتعاون مع مؤسسات وشركات تود الاستفادة من الكوادر السعودية، وكان آخر ذلك هو الانتهاء من إجراءات توظيف قرابة الأربعين مستفيداً من الجمعية في إحدى شركات التموين الغذائي الكبرى، وبالفعل فقد استلمت الجهة المعنية خطابات توظيف الشباب تمهيداً لنقلهم إلى سوق العمل «، وحول آلية عمل الجمعية في مساعدة الحالات قال الشلالي :» هناك لجنة مكلفة من الجمعية تدرس حالات الأسر المتقدمة إلى الجمعية، إذ يقوم فريق هذه اللجنة بدراسة حالة الأسرة من جميع جوانبها، وذلك كي تتحقق الجمعية من استحقاق الأسرة للإعانة، وبالفعل فإن هناك أسر فقيرة تحتاج إلى دعم أهل الخير سواء الدعم المالي أو الدعم العيني، وهذا ما لمسناه من أهل الخير سواء التجار وغيرهم، ويأتي بعد ذلك تصنيف الأسر حسب حاجتها للإعانة، فهناك أسر تعاني من قضية الإيجار، وهناك أسر يكون عائلها عاجزا عن العمل ولا يتقاضى ما يكفيه، فتؤمن له الجمعية المستلزمات الغذائية في برنامج يسمى السلة الغذائية .. وهكذا «